الثروات العائلية تسجِّل تراجعًا كبيرًا في بريطانيا

خسِرتْ بريطانيا حوالي 15 % من أصحاب لقب "المليونير" مؤخرًا، بسبب قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، حسب ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، وهو الأمر الذي تسبب في هزة كبيرة في أسعار صرف الجنيه الإسترليني، كما ترك تداعياتٍ كبيرة أيضا على سوق الأوراق المالية.

وأوضحت الصحيفة أن الثروات العائلية في المملكة المتحدة هي الأخرى سوف تشهد مجتمعة تراجعًا كبيرًا بما يقدر بحوالي 1.5 تريليون دولار في غضون 12 شهرًا فقط، لتسجِّل أكبر هبوطٍ في مستويات الثروة بين الاقتصادات الكبرى، حسب ما قال تقرير صادر عن مؤسسة "كريدي سويس" المصرفية. وهذا التراجع الكبير في مستويات الثروة ساهم بدوره في فقدان حوالي 400 ألف بريطاني للقب "مليونير".

وتقول "الاندبندنت" إن عددًا محدودًا من دول العالم، من بينها المكسيك ومصر وأوكرانيا وروسيا تعاني من انخفاضات كبيرة في حجم الثروات العائلية منذ العام الماضي، بحيث تجاوزت ما شهدته المملكة المتحدة.

وعزا مايكل أوسوليفان، مدير الاستثمار في قسم إدارة الثروات العالمية في بنك "كريدي سويس"، الهبوط الكبير في الثروة الى نتيجة انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني والذي تراجع بنحو 18 في المائة مقابل الدولار، وذلك منذ أن صوتت المملكة المتحدة على قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي يوم 23 يونيو/حزيران الماضي.

وأضاف أنه من المعتقد على نطاق واسع أن يمتد تأثير التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الناتج المحلي الإجمالي، موضحا أن ثروات الأسر في المملكة المتحدة تراجعت بما يقدر بحوالي 1.5 تريليون دولار، بينما ثروات البالغين قد انخفضت بالفعل من 330 ألف دولار إلى 289 ألف دولار وذلك منذ نهاية يونيو/حزيران.

وأضاف أن 406 ألف شخص كانوا في عداد المليونيرات بالدولار، إلا أنهم فقدوا هذا اللقب منذ التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وتقوم مؤسسة "أوكسفام"، وهي مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة بمحاربة الفقر العالمي، وقالت معلقة على الوضع إن الفجوة بين الأغنياء والفقراء من شأنها تقويض الاقتصادات، وزعزعة استقرار المجتمعات وبالتالي إعاقة الجهود التي تهدف في الأساس لمكافحة الفقر.

وأضافت أنها سوف تستمر في القيام بدورها بشكل جيد، مشيرة الى أن الكثير من المواطنين لم يتمكنوا سوى من البقاء فوق مستوى خط الفقر، موضحة أن ربع ثروة البلاد تملكها نسبة ضئيلة من المواطنين البريطانيين لا تتجاوز 1% منهم.

وأوضحت "الإندبندنت" أن الثروة العالمية شهدت زيادة كبيرة تتراوح بين 3.5 تريليون دولار و 265 تريليون دولار. وأضافت أن اليابان كانت الفائز الرئيسي بإجمالي ثروات الأسر التي تزداد 19 في المائة بما يقدر بحوالي 24 تريليون دولار، ويرجع ذلك أساسًا إلى قيمة ارتفاع الين مقابل الدولار. وقد ارتفعت الثروة في الولايات المتحدة بحوالي 85 تريليون دولار.