كله بلدي

تعتبر منتجات الألبان من اللبنة والجبنة واللبن "الجميد" من المواد الغذائية التموينية، التي تتوفر في كل بيت أردني، وهو الأمر الذي دفع ثلاث شبان أردنيين، لإنشاء مشروع "كله بلدي" وشعارهم "مونتك من عنا مضمونة"، واختاروا مدينة الطفيلة جنوب الأردن  ليأخذوا منتجات سيدات المنطقة لتسويقها إلى كافة محافظات المملكة.

وقال مسؤول التسويق لمشروع كله بلدي فراس المحيسن، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، إن تخزين المواد الغذائية (المونة) تعتبر تقليدًا قديما سواء في الأردن أو في منطقة بلاد الشام أو في العالم عموماً. والعامل الأساسي الذي جعل الإنسان يفكر في التخزين هو عدم توفر طرق الحفظ قديماً، مما جعلهم يبتكرون طرق الحفظ الطبيعية التي تجعل الطعام صالحاً، لأطول فترة ممكنة للاستفادة منه في خارج أوقاته ومواسمه.

وأضاف المحيسن مواد المونة في الأردن منوعة وغنية والأهم أنها غنية ولذيذة ومفيدة. وتتشارك جميع فئات المجتمع على اختلافها في تخزين المونة، ومن هذه المواد منتجات الألبان كالجميد والجبنة والسمن البلدي اضافة إلى منتجات الزيتون كالزيت وزيتون المائدة وكذلك الحبوب والأعشاب الطبية وغيرها من المواد، التي ترغب الأسر في حفظها للاستفادة منها عند الحاجة إليها خارج أوقات مواسمها.

وبدأت فكرة "كله بلدي"، بحسب المحيسن بهدف الحصول على منتجات جيدة والفكرة الأساسية تكمن في عنصرين اساسيين، الأول ضمان الجودة حيث لا يتم بيع أي منتج قبل عرضه على خبراء في هذا المجال يقررون مدى جودته، والعنصر الآخر هو عملية التسويق، لافتا إلى أنه يتم التعامل ضمن مشروع "كله بلدي" مع صغار المنتجين والجمعيات التعاونية في مدينة الطفيلة جنوب الأردن، لمساعدتهم على تسويق منتجاتهم ذات الجودة العالية، بحيث تكون المنفعة مشتركة لكل الأطراف حيث يتم تغليفها بطريقة انيقة، ثم يتم تسويقها.

وبالتأكيد هناك الكثيرون ممن يقومون بتسويق هذه المواد، ولكن ما يميزنا عن غيرنا هو أننا نقوم بتغليف المواد بطريقة جميلة بحيث يكون المحتوى والتغليف ذو جودة عالية هذا من ناحية أما من ناحية أخرى، فهو أننا نقوم باختبار المواد التي نقوم بتسويقها من قبل خبراء مختصين في هذا المجال بحيث لا يصل المستهلك، إلا الجودة العالية المضمونة، ومن هنا كان شعارنا "مونتك من عندنا مضمونة".

وأكد محيسن أن أهم محفزات العمل على بذل المزيد من الجهود، لتسويق منتجات صغار المنتجين والجمعيات التعاونية التي تتميز بجودتها العالية. ويقوم مشروع كله بلدي بعقد تدريب متخصص للمنتجين يشمل تدريباً على سلامة وجودة الغذاء، وتدريب على تصنيع منتجات الألبان، بما يضمن إدماج طرق التصنيع العلمية مع الطرق التقليدية حتى نحصل على أفضل جودة ممكنة. وسيكون هناك تدريب على صناعة المربيات وتجفيف الفواكه والأعشاب حتى يستفيد صغار المنتجين من الوقت الذي يكون خارج موسم صناعة منتجات الألبان، إضافة إلى التدريب على التعبئة والتغليف وصناعة المخللات وتطوير المنتجات، حيث تم عقد ورشتين تدريبيتين استفاد منها صغار المنتجين من الذكور والاناث بلغ عددهم 50 شخصا .

ويحيى مطاوع، أحد مصنعي منتجات الألبان قال "لقد اطلعت من خلال هذه الدورة على العديد من المعلومات العلمية التي ستفيدني بالتأكيد في تطوير منتجاتي والمحافظة على جودتها في كل مرة"، وأضاف "أن المحافظة على الجودة والتسويق يعتبران من أهم التحديات، التي تواجه صغار المنتجين، ونأمل أن نتمكن من التغلب على هذه التحديات بمساعدة (كله بلدي)".

وميسون محمد، أحدى المشاركات في الدورات التدريبية واحدى المنتجين، قال "لا شك أنني سأقوم بتطبيق ما تعلمته عند تصنيع منتجات الألبان، وكلي ثقة أن ذلك سيكون له أثر مباشر في تحسين جودة منتجاتنا." وأوضحت "مع أن جودة منتجاتنا يشهد بها القاصي والداني إلا أن هناك دائماً مجال للتحسين والتطوير، وأعتقد أن هذا التدريب سيساعدنا على تحقيق ذلك".