ترددات الاتصالات الجديدة ترفع كفاءة البنية التحتية وتحسن خدمة الـ G4

أكد خبيران في تقنية الاتصالات والمعلومات، أن مزاد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حول النطاق العريض "نطاقي الترددات 700-1800 ميغاهيرتز" يهدف إلى رفع كفاءة البنية التحتية للاتصالات داخل المملكة عبر إتاحة سعات ترددية إضافية لتحسين التغطية وتحسين جودة خدمات الجيل الرابع 4G، وبالتالي زيادة أعداد المستخدمين وزيادة عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت.

وتوقعا الخبيران، أن تسهم هذه الترددات في تحسن ملحوظ في خدمات البيانات ذات السرعة العالية للمناطق النائية والمناطق قليلة التغطية، وزيادة أعداد المستخدمين والأجهزة المتصلة بالإنترنت المتوقعة ومن ثم زيادة المنافسة وبالتالي تحسن الأسعار.

وقال استشاري تطوير أعمال وتقنية المعلومات المهتم بالاقتصاد الرقمي، سعد الرويلي، إن مزاد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حول النطاق العريض  يهدف إلى رفع كفاءة البنية التحتية للاتصالات داخل المملكة عبر إتاحة سعات ترددية إضافية لتحسين التغطية وتحسين جودة خدمات الجيل الرابع 4G، وبالتالي زيادة أعداد المستخدمين وزيادة عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت، لافتًا إلى أن وجود الترددين معًا سيمنح شبكات الـ4G  تغطية مستمرة أكبر، لا سيما مع زيادة الطلب على الإنترنت عبر شبكات الجوال.

وأشار الرويلي إلى أن التردد ١٨٠٠ أكبر من ٧٠٠ ويعطي جودة أعلى في خدمات البيانات العالية الكثافة كملفات الفيديو والخدمات السحابية، إلا أنه أقل من التردد ٧٠٠ في مدى التغطية وأقل كفاءة في الوصول إلى داخل المباني، كما أن التردد ٧٠٠ يعوض نقص عدد الأبراج المختصة بالتغطية خلال زيادة المدى الذي يمكن الوصول إليه عبر هذا التردد، فهو يعمل على ملء الفراغات داخل المواقع المكتظة التي لا تصلها ترددات ١٨٠٠ بشكل جيد، وبالتالي وجود الترددين أمر مثالي لزيادة فاعلية خدمات الجيل الرابع.

وأكد الرويلي أن شركات الاتصالات في المملكة تهدف من الاستثمار في هذا المجال إلى تحسين الجودة وزيادة مدى التغطية في المواقع التي تتواجد فيها، ولأجل إعطاء العملاء تجربة أفضل، ورفع جودة الخدمات عالية الكثافة، موضحًا أن خدمات البيانات عبر الجوال هي المستهدف تحسينها لزيادة الطلب على الإنترنت عبر شبكات الجوال، وزيادة الحاجة للخدمات السحابية والسرعات العالية للإنترنت التي تتمتع بها تقنيات شبكات الجوال.

وأضاف الرويلي: «"أما عن إتاحة خدمات المكالمات عبر الإنترنت فهي تقنية مقبلة لا محالة، نظرًا إلى زيادة الاندماج بين الوظائف وبالتالي زيادة الحاجة إلى الربط بين التطبيقات والمكالمات والفيديو، ولكن من دون شك ستتجه شركات الاتصالات إلى تلك الخدمات ومستقبلًا ستتلاشى الحاجة إلى خدمات مكالمات الجوال والرسائل النصية".

واعتبر الرويلي أن زيادة أعداد المستخدمين والأجهزة المتصلة بالإنترنت المتوقعة هذا سيعمل على زيادة المنافسة وبالتالي تحسن الأسعار، لافتًا إلى أن أهل المناطق النائية والمناطق قليلة التغطية سيتمتعون بتحسن ملحوظ في خدمات البيانات ذات السرعات العالية.

 ونوه الرويلي أن الجيل الخامس هو تقنية مستقبلية تحت التطوير يتميز بأنه سيقدم سرعات تصل إلى عشرة أضعاف الجيل الرابع وهي المستقبل الذي يناسب إنترنت الأشياء وأنظمة القيادة والملاحة الذاتية وخدمات الواقع الافتراضي، ويجري تطوير هذه التقنية استنادًا على عناصر عدة أولها استخدام ترددات قصيرة أكثر وهي الغيغاهيرتز "بليون موجة في الثانية"، لإسناد خدمات موجات الراديو والتراسل، إذ يقتصر استخدامها اليوم على مجالات دراسات الطيف الكهرومغناطيسي، هي ذات قدرات أكبر على نقل البيانات، ولكنها أقل قدرة بكثير في اختراق المباني، وتقديم خدمات بيانات يمكن الاعتماد عليها، والترددات المستخدمة اليوم في خدمات الراديو والتراسل هي تردرات الميغاهيرتز "مليون موجة في الثانية".

أما ثاني العناصر فهو تطوير أبراج خلايا صغيرة تتيح تقوية إيصال الموجات القصيرة "الغيغاهيرتز" ليتم نشر هذه الأبراج بسهولة داخل المدن والمرافق، علاوة على تطوير أبراج الجوال لزيادة قدرتها الاستيعابية على استقبال والإرسال، وتقديم نقل البيانات بشكل أسرع وحجم أعلى يجري العمل على تزويد أبراج الاتصالات بقدرات تنظيم طيف الإرسال من أجل رفع كفاءة عمل تحويل البيانات بين المستخدمين.
 
وتابع الرويلي: "سيعتمد الجيل الخامس على المسارات المزدوجة، وهي قدرات إرسال واستقبال البيانات عبر مسارات منفصلة في الوقت، وهي مستخدمة اليوم لدى المشغّلين"، وكانت شركة الاتصالات السعودية أعلنت الأسبوع الماضي أنها حصلت على إشعار من هيئة الاتصالات وتقنية يتضمن فوزها في المزاد الخاص بالترددات الذي نظمته وأشرفت عليه الهيئة في النطاقين 700 و1800 ميغاهيرتز، وأنها حصلت على الترددات بقيمة 2.5 بليون ريال يدفع منها 30 في المئة خلال عام 2017 والمتبقي يدفع خلال 10 أعوام على دفعات متساوية ابتداءً من عام 2019.

الحامدي: أثر إيجابي للمزاد في المستفيدين
ومن جانبه، أشار المتخصص في الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس سعود الحامدي، إلى أن مزاد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حول الترددات 700 و1800 ميغاهيرتز جاء بهدف رفع كفاءة البنية التحتية للاتصالات عمومًا ولجميع الشركات داخل المملكة، وذلك لتحسين التغطية وتحسين جودة خدمات الجيل الرابع 4G، وكذلك زيادة أعداد المستخدمين وعدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت.

وأبرز الحامدي أن هذا سينعكس أثره الإيجابي في المستفيد خصوصًا أن شبكة الاتصالات في المملكة سواءً الاتصالات أم الإنترنت تشهد انقطاعات متكررة، وضعفًا عامًا في المناطق النائية بسبب الضغط الكبير على الشبكة.

وبيَّن الحامدي، أن هذه الخطوة جاءت لتدعم التقدم الكبير للمملكة في هذا المجال، لا سيما أنها تحتل المركز الثامن عالميًا من ناحية مدى كفاءة استخدام تقنية المعلومات والاتصالات من جانب الحكومة والهيئات الرسمية في تنفيذ أعمالها ومدى تحسين نوعية الخدمات الحكومية للسكان في ميدان تقنية المعلومات، وفي المركز التاسع من ناحية مدى نجاح الحكومة في تشجيع استخدام تقنية المعلومات والاتصالات.

وتوقع الحامدي أن تشهد المرحلة المقبلة نقلة كبيرة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، لا سيما إذا دخلت تقنية الجيل الخامس، التي تعمل الآن شركات الاتصالات وبعض القطاعات الحكومية في المملكة على إجراء تجارب وأبحاث مكثفة في هذا المجال.