منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"

تقترب منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من الانتهاء هذا الشهر من أول اتفاق منذ العام 2008 لتقييد إنتاج النفط، مع استعداد معظم الأعضاء لإبداء مرونة أكبر مع إيران بشأن حجم الإنتاج حسب ما قاله وزراء ومصادر في المنظمة. ولكن إيران لاتزال تشكل حجر العثرة الرئيسي أمام الاتفاق، خصوصًا أنها لم ترد طهران على المقترح المطروح للاتفاق. ورغم ذلك فإن المرونة التي أبداها الآخرون ترجح أن أعضاء "أوبك" قد يكونون على مقربة من التوصل إلى توافق، مع اقتراب اجتماعهم في الجزائر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وأنهى وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” و9 دول من خارجها اجتماعهم التشاوري أمس في العاصمة القطرية الدوحة. أبدى عدد من الوزراء تفاؤلهم بنتائج الاجتماع وخرج وزير الطاقة السعودي خالد الفالح من الاجتماع رافضًا التعليق، مكتفيًا برفع ابهامه للأعلى دليلا على النجاح، فيما أبدى وزير الطاقة والصناعة القطري والرئيس الحالي لمنظمة أوبك محمد بن صالح السادة تفاؤله بنتائج الاجتماع قائلا: إن اجتماع الدوحة يتم ضمن اطار المشاورات المستمرة للتوصل لصيغة للتفاهم بشأن الخطوة اللازمة لتثبيت الأسعار والاستقرار في سوق النفط.

وقال وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة: إن جميع من شارك في الاجتماع أبدى تفاؤله من النتائج التي تم التوصل اليها لكنه لم يفصل ماهي النتائج، مضيفا إن التشاور مع إيران سوف يستمر حتى انعقاد اجتماع أوبك في نهاية الشهر الجاري. وأضاف الوزير: إنه ستكون هناك حصة عادلة لكل الدول المنتجة والمصدرة للنفط في اطار اتفاق الجزائر في سبتمبر الماضي، والذي هدف للوصول إلى مستوى انتاج 32.5 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى اللجنة التي تشكلت لعملية مراقبة وإدارة حصص الإنتاج.

من جانبه أدلى وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك بتصريحات صحفية تناولت مختلف النقاط التي جرى التطرق لها في الاجتماع التشاوري الذي وصفه بالإيجابي والبناء، مؤكدا أهمية استمرار الحوار بين كل الأطراف.

وحول المطلوب حتى تنتقل روسيا من قرارها بتجميد الانتاج إلى خفض الانتاج، قال نوفاك: إن اجتماع الدوحة بحث عددًا من النقاط المتعلقة بالتعاون والتنسيق بين "أوبك" والدول من خارجها وفي ما يتعلق بالتجميد قد جرى بحثه بداية العام الجاري، ونحن نؤمن بأن هذه احدى الاليات المهمة لإعادة التوازن في سوق النفط.

وحول ما إذا كان السوق سوف يستعيد توازنه وكيفية حدوث ذلك؟ قال الوزير الروسي: بلا شك أنه يعتقد بأن السوق قادرة على تحقيق التوازن وقد قطعنا خطوات كبيرة في هذا الاتجاه. وأضاف: لقد بحثنا الزيادة المطردة في الطلب على النفط في السوق ، والأرقام لهذه الزيادة والتي يتوقع ان تبلغ مقدار 1,1 و 2,1 مليون برميل يوميا خلال العام القادم.

وحول ماذا كانت اوبك توافق على تجميد انتاج العراق أو خفضه بحيث يمكن الوصول لاتفاق بين جميع الاطراف في أوبك وخارجها، قال وزير الطاقة الروسي: إنه لا يرغب أن يعلق على أمر خاص بأوبك ولكنه يعتقد بأن المشاورات في الدوحة قد جرت وسط حالة من التفاؤل بين جميع المشاركين واعتقد أن مشاورات ستجرى قريبا بين الخبراء، كما أن هناك جولة أخرى من المشاورات ستنعقد قبل اجتماع فيينا المقبل سوف ستتوصل إلى اتفاق وأنا متفائل بذلك.