واشنطن ـ الجزائر اليوم
رفع صندوق النقد الدولي، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2021، وقال إن الركود الذي أوقد فيروس «كورونا» شرارته في 2020 سيكون أقل بنحو نقطة مئوية كاملة عن التقديرات السابقة.وقال إن الموافقة على عدة لقاحات وشروع بعض الدول في التطعيم خلال ديسمبر (كانون الأول) يعززان الآمال بانتهاء الجائحة التي أصابت نحو 100 مليون وأودت بحياة أكثر من 2.1 مليون في أنحاء العالم.
لكنه حذر من «ضبابية استثنائية» ما زال الاقتصاد العالمي يواجهها، قائلاً إن تجدد موجات «كوفيد - 19» وظهور سلالات جديدة ينطوي على مخاطر، وإن النشاط العالمي سيظل دون توقعات ما قبل «كوفيد» الصادرة قبل نحو عام.
وبات من المرجح أن ينحدر نحو 90 مليون شخص عن خط الفقر المدقع في 2020 و2021، إذ تمحو الجائحة التقدم المحقق في الحد من الفقر على مدى العقدين الأخيرين. وما زالت أعداد كبيرة تعاني من البطالة المباشرة أو المقنّعة في بلدان عديدة، بما فيها الولايات المتحدة.
وتنبأ الصندوق في أحدث تقاريره لتوقعات الاقتصاد العالمي انكماشاً عالمياً نسبته 3.5% في 2020، وهي قراءة أفضل بواقع 0.9 نقطة مئوية عن انكماش بنسبة 4.4% كان يتوقعه في تقرير أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بفضل زخم أقوى من المتوقع في النصف الثاني من 2020.
وتوقع الصندوق نمو الاقتصاد العالمي 5.5% في 2021، بما يزيد 0.3 نقطة مئوية على توقع أكتوبر، عازياً ذلك إلى تسارع ٍستغذّيه اللقاحات في وقت لاحق من السنة ومزيد من إجراءات الدعم في الولايات المتحدة واليابان وبعض الاقتصادات الكبيرة الأخرى.
وقال إنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي، الأكبر في العالم، 5.1% في 2021، وهو ما يزيد نقطتين مئويتين على التوقع السابق، بفضل استمرار الزخم القوي للنصف الثاني من 2020.
وقالت كبيرة الخبراء الاقتصاديين بصندوق النقد إن تقديرات أولية تشير إلى أن حزمة التحفيز التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن والبالغة 1.9 تريليون دولار قد تعزز الناتج الاقتصادي للولايات المتحدة بنسبة 5% على مدار الأعوام الثلاثة القادمة.
وأبلغت جيتا جوبيناث مؤتمراً صحافياً بأن الإجراءات في الحزمة المقترحة قد تضيف ما يصل إلى 1.5% لنمو الاقتصاد الأميركي في 2021.
ويتوقع صندق النقد أن أكبر اقتصاد في العالم سينمو 5.1% هذا العام بعد انكماش 3.4% في 2020.
غير أن الصندوق خفض توقعات النمو لعام 2021 في منطقة اليورو بسبب تفشي وباء «كوفيد - 19» وإجراءات الإغلاق الناتجة عنه.
ويتوقع الآن انتعاشاً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4,2%، أو أقل بنقطة مئوية من أرقام أكتوبر الماضي، وبعيداً عن نسبة 5,1% المتوقعة في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تسجل ألمانيا نموا بنسبة 3,5% (- 0,7 نقطة) وفرنسا 5,5% (- 0,5 نقطة) وإيطاليا 3% (- 2,2 نقطة) وإسبانيا 5,9% (- 1,3 نقطة) والمملكة المتحدة 4,5% (- 1,4 نقطة).
ومن المتوقع، وفق الصندوق، أن ينمو اقتصاد الصين 8.1% في 2021 و5.6% في 2022، بينما كانت توقعات أكتوبر 8.2% و5.8% على الترتيب، في حين بلغ النمو المتوقع لاقتصاد الهند 11.5% في 2021، بزيادة 2.7 نقطة مئوية عن تقدير أكتوبر بعد تعافٍ أقوى من المتوقع في 2020.
وحثّ الصندوق الدولَ على مواصلة دعم اقتصاداتها لحين عودة النشاط إلى طبيعته للحد من تداعيات الركود الحاد على مدى العام المنصرم.
وقال إن دول الدخل المنخفض ستحتاج إلى استمرار الدعم من خلال المنح والقروض منخفضة الفائدة وإسقاط الدين، وإن بعض الدول قد تحتاج إلى إعادة هيكلة الديون.
ويتوقع صندوق النقد أن تسبب أزمة فيروس «كورونا» أضراراً عالمية فادحة، حسبما أعلنت كبيرة خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث، أمس (الثلاثاء).
وصرّحت غوبيناث للصحافيين بأن «الخسائر التراكمية في الإنتاج بين 2020 و2025 والمتوقع حالياً أن تبلغ 22 تريليون دولار، مقارنةً بالتوقعات ما قبل الوباء، لا تزال كبيرة»
قد يهمك ايضا:
محيي الدين يؤكّد أن تحسن الاقتصاد العالمي مرتبط باحتواء "كورونا"
"صندوق النقد" يؤكد تراجع حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية