واشنطن - العرب اليوم
ُعتبر معدن "الليثيوم" من بين أخف المعادن المستخرجة من باطن الأرض وأجملها.
ويُستخدم كناقل حراري ومعقّم للمياه ومكوّن أساس في توليد الطاقة النووية ومحرك الصواريخ العسكرية، فضلاً عن استعماله في الصناعة الطبية.
ويُعدّ الليثيوم وفق الخبراء السويسريين أمراً مهماً في عالم المال، كونه جزءاً لا يتجزأ من بطاريات المستقبل التي تُشحن في شكل أسرع من تلك التقليدية.
لذا توجد علاقة مباشرة بين موضة العربات الكهربائية، ودخول معدن الليثيوم إلى البورصات.
واعتماداً على مؤشر "مينيرال انتليجنس إندكس"، زاد سعر الليثيوم بنسبة 60 في المئة العام الماضي.
ورصد هؤلاء الخبراء تضاعفاً في سعر هذا المعدن منذ العام 2015، وهو يستمر في الزيادة حالياً.
وزاد سعر سهم شركة "ألبيمرلي" الأميركية المنتجة الأبرز لهذا المعدن حول العالم، بنسبة 56 في المئة عام 2016، ثم 30 في المئة هذه السنة.
كما بدأت شركات تدير صناديق مالية خاصة بالمدخرات، مثل "بلاك روك" و "كابيتال غروب"، تشتري حصص أسهم مهمة في الشركات الأصغر حجماً من "ألبيمرلي"، التي تستخرج هذا المعدن الثمين.
وعلى غرار الأميركيين، بدأ السويسريون النظر إلى إمكانات الاستثمار في مناجم الليثيوم حول العالم.
ولن يقتصر الاستثمار في مناجم الليثيوم على أصحاب رؤوس الأموال فحسب بل ينسحب على عدد من الشركات المنتجة للعربات، التي تبدي اهتماماً شديداً في امتلاك حصص من أصحاب مناجم الليثيوم، بهدف بناء احتياطات من هذا المعدن الثمين.
ويشير الخبراء في مصرف "يو بي أس" السويسري، إلى أن الليثيوم سيصبح صعب المنال للجميع، في حال تفشت موضة العربات الكهربائية بسرعة.
لا بل يضع بعض المستثمرين السويسريين أمامه فكرة الاستغناء عن الاستثمار في الذهب واختيار الليثيوم بديلاً له.
ولا شك ستحلّ العربات الكهربائية تدريجاً مكان تلك التقليدية العاملة على الوقود الأحفوري. ويتوقع المحللون في مدينة زوريخ، أن تكون 14 في المئة من العربات حول العالم كهربائية بحلول عام 2025. وأوروبياً، ستصل نسبة دخول العربات الكهربائية الى 30 في المئة.
لذا، يتوقع هؤلاء المحللون أن تتراوح نسبة إنتاج الليثيوم سنوياً بين 775 ألفاً و3.1 مليون طن في السنوات العشرين المقبلة.
وفي ما يتعلق بإمكانات مناجم الليثيوم تلبية الطلبات المتأتية من صناعة السيارات الكهربائية، يعرب خبراء سويسرا عن ثقتهم فيها.
إذ إن كميات هذا المعدن الموجودة تحت القشرة الأرضية، متوافرة بكثرة.
لذا، يكفي اكتشافها واستخراجها بواسطة المعدات الحديثة. وبالطبع، لا بد من الإشارة إلى أن فقاعة المضاربات في البورصات ستشتد قريباً حول معدن الليثيوم.
وتوجد شركتان إلى جانب "ألبيمرلي" الأميركية، تحتلان مراكز مرموقة في إنتاج الليثيوم هما "اف ام سي كوربوريشن" الأميركية و "سوسييداد كيميكا اي مينييرا" التشيلية.