السياحة في المغرب

استعاد قطاع السياحة في المغرب انتعاشه المعهود، وسجل إيرادات بلغت قيمتها 47 مليار درهم (خمسة مليارات دولار)، خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2017، بزيادة نسبتها 4.9% مقارنة بالعام الماضي. وأفادت إحصاءات رسمية أصدرتها وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية بأن عدد زوار المغرب، الأجانب وغير المقيمين، تجاوز 6.5 مليون شخص في الفترة المذكورة، بارتفاع 13.5% للسياح الأجانب و3% للمغاربة غير المقيمين. واحتل المغرب المرتبة الأولى في عدد السياح الوافدين إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط، ويُتوقع أن يصل عددهم إلى 11 مليون شخص مع نهاية السنة الجارية.

وأشار تقرير الوزارة إلى ازدياد عدد السياح من ألمانيا بنسبة 11%، وهولندا بنسبة 7 %، وإسبانيا بنسبة 6 % وإيطاليا بنسبة 5 %، كما زاد عددهم من إسكندنافيا ودول الخليج، ومن الصين بنسبة 40.6 % واليابان بنسبة 46 %، ومن كوريا وأميركا بنسبة 23 %، والبرازيل بنسبة 47 %. وارتفع عدد الليالي الفندقية 17%، وبلغت 20 % في مراكش، و16 % في أغادير، كما انتعشت السياحة في فاس ومكناس وطنجة والرباط والدار البيضاء، بمعدلات تراوحت بين 26% و38 %. وبدت الفنادق المغربية ممتلئة في مدن كثيرة خلال فصل الصيف، وفضّل سياح المغامرات تشييد خيام في رحلاتهم الاستكشافية نحو الجنوب، وانتقل سياح أثرياء في قوارب شخصية. واستقبلت مدن مثل الدار البيضاء وطنجة سياحًا عابرين للمحيطات، في وقفة زيارات استطلاعية وتسويقية قصيرة.

ويعتبر موسم الصيف الأفضل للسياحة المغربية منذ ثورات الربيع العربي والأزمة الأوروبية، كما يبدو أن الانتعاش المسجل في اقتصادات منطقة اليورو ساعد على تحريك السياحة الأوروبية نحو شمال أفريقيا، خصوصًا المغرب وتونس، وانتفت الصورة السابقة عن التداعيات الأمنية المقلقة في المنطقة المغاربية، أي تونس وليبيا ومصر، ولم يستبعد محللون أن يتواصل انتعاش السياحة في هذه المنطقة خلال السنوات المقبلة، بعد توقعات بتجاوز النمو في منطقة اليورو نسبة 2% العام المقبل، ورغبة الأوروبيين في اكتشاف ثقافة العالم العربي والإسلامي، التي يُحكى عنها كثيرًا في وسائل الإعلام. ويراهن المغرب على استقطاب 20 مليون سائح غير مقيم في مطلع العقد المقبل، ضمن رؤية 2020، ومضاعفة العائدات السياحية إلى 18 مليار دولار، مع التركيز على سياحة الأثرياء والطبقات الوسطى وتجنب سياحة الإغراق الأقل دخلاً على رغم كثافة الوافدين.

ويمثل قطاع السياحة، الذي يوفر فرص عمل لنصف مليون شخص، المصدر الثاني للعملة الصعبة في المغرب، ويساهم بـ27 % في تغطية عجز الميزان التجاري، إلى جانب تحويلات المغتربين التي بلغت 44 مليار درهم في الأشهر الثمانية الأولى من 2017. ويذكر أن السياحة في المغرب وشمال أفريقيا تضررت من تداعيات ثورات الربيع العربي، والأحداث الأمنية التي رافقتها بين عامي 2011 و2015، كما أساء غياب الاستقرار في ليبيا والهجمات الفردية التي نفذها مهاجرون من أصول عربية في أوروبا، إلى صورة المنطقة.