الجزائر - الجزائر البوم
انتعش النشاط التجاري خلال الأسبوع الماضي مع انطلاق موسم البيع بالتخفيض الذي يمتد من 18 كانون الثاني/يناير إلى 28 شباط/فبراير المقبل، حيث سجلت حركية على مستوى العديد من المحلات والمراكز التجارية والمساحات الكبرى وكذا المواقع الإلكترونية والصفحات الفايسبوكية، غير أن هذه الحركية رافقها امتعاض من قبل بعض الزبائن الذين اعتبروا التخفيضات مجرد ذر للرماد في العيون فهي لم تطبق على كثير من السلع “الجيدة” أو المرغوبة لديهم
8 أيام كاملة مرت على انطلاق موسم “الصولد” عرفت خلالها العديد من المحلات ترددا وإقبالا للزبائن بعد ركود وكساد دام طويلا خلال عام 2019 بسبب ما مرت به البلاد من ظروف سياسية واقتصادية أثرت بشكل كبير على الحركية التجارية.
زبائن كثيرون يتسوقون ولا يشترون
حضور الزبائن في المحلات بشكل كبير لا يعني أبدا أنهم يشترون.. وهو ما لاحظناه خلال تنقلنا إلى المركز التجاري لباب الزوار وأرديس. فرغم الاكتظاظ، إلا أن الشهية لم تفتح بعد عن آخرها حيث اكتفى هؤلاء ببعض الأغراض القليلة على عكس السنوات الماضية.
وأجمع من تحدثنا إليهم على أن التخفيضات لم تبلغ بعد مبتغاهم، فهي لا تزال في بدايتها ولم تصل إلى نسب الخمسين أو السبعين بالمائة، في حين أكد آخرون أن خيبة أمل كبيرة أصابتهم لدى تنقلهم للتسوق، فمعظم السلع المفضلة لم يشملها الصولد، كما أن نسب التخفيض ضعيفة جدا، وهو ما جعلهم يتريثون إلى حين.
تجار يتفاءلون بعد موسم كساد عمر طويلا
بدورهم، عبر بعض التجار عن تفاؤلهم بعودة الزبائن إلى محلاتهم بعد موسم كساد عمر طويلا العام الماضي، ومع أن البداية تبدو محتشمة من خلال أرقام البيع المحصلة، إلا أن الأمل باق في أن ترتفع قليلا خلال الأسابيع المقبلة مع ارتفاع النسب وفق ما يمليه القانون والتقاليد التجارية.
وأكد من تحدثنا إليهم من تجار، أن الزبون ينتظر في الغالب تخفيض الـ 50 بالمائة أو 70 بالمائة للشراء بكثافة.
“الشراء أونلاين”.. ثقافة جديدة تنتشر لدى الجزائريين
لم يعد حتما على الزبون التنقل مسافات طويلة وتحمل الازدحام المروري والاكتظاظ في المحلات للحصول على سلعته، بل بات بإمكانه القيام بذلك من خلال كبسة زر واحدة ضمن صيغة “الشراء أونلاين”، وتعرض في هذا السياق العديد من المحلات والماركات سلعها من خلال صور وفيديوهات تحملها على مواقعها الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، حيث بإمكان المستهلك حجز طلبيته والحصول على خدمة التوصيل الفوري مقابل مبلغ رمزي.
وتتعدد السلع المعروضة بين ألبسة وأحذية وأجهزة إلكترونية وكهرومنزلية، تتيح لمتصفحي المواقع الاطلاع عليها بكامل التفاصيل، ويضع أصحابها أرقاما هاتفية للتواصل معهم والاتفاق على صيغة الدفع.
تلاعب واحتيال يبعدنا عن “الصولد” الحقيقي
ويصرح مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك بأن البيع بالتخفيض هو ثقافة قبل أن يكون ممارسة تجارية يسعى من خلالها التاجر أو المتعامل الاقتصادي إلى تجديد مخزونة ومواكبة المنتجات الجديدة المطروحة في السوق، غير أنها لا تزال ثقافة غائبة ومحدودة جدا لدى بعض العلامات الأجنبية أو المنتجين الوطنيين.
وقال زبدي إن الصولد في الجزائر حصري ومقتصر على بعض الملابس والأحذية والمنتجات الخفيفة الأخرى، ويرى زبدي أن مفهوم الصولد عند التاجر لا يتعدى استقطاب المستهلك دون وجود معنى حقيقي للتخفيض.
وكشف زبدي عن بعض التلاعبات والاحتيالات والتدليسات في الإشهار والإعلان عن البيع بالتخفيض، وهو ما يجعل المستهلك غير مطمئن بشأنها وينظر إليها بعين الحذر، باختصار، بقول زبدي: “مازلنا بعيدين عن هذه الممارسة، لأن المفاهيم لم ترق إلى معناها الحقيقي”.
البيع بالتخفيض مستمر إلى غاية 28 فيفري
وتؤكد وزارة التجارة أنّ هـذا النـوع من النشـاط يعـرف إقبالا من طـرف الأعـوان الاقتصاديين والمستهلكيـن على حـد سـواء، كما أنّ هـذه البيـوع بـدأت تبـرز كمعاملات وتقاليـد تجارية واجتماعية دورية.
وتؤطر هـذه الأنشطـة التجاريـة الترويجيـة التي تستمر لمدة 6 أسابيع من طـرف مصـالـح وزارة التجـارة من خـلال المرسـوم التنفيذي رقم 06-215 المـؤرخ 18 جوان 2006، الـذي يحـدد القواعـد والمبـادئ وكـذا إجـراءات كيفيات ممارسة هـذه البيـوع تندرج في إطـار المهام الموكلة للدولة لضمـان ممارسة سليمة مـن خـلال التصريح المسبق للتاجر بعد إيداع ملف كامل لدى مديرية التجارة الولائية لتسليمه الرخصة المطلوبة.
وتستمر العملية التي انطلقت في 18جانفي إلى غاية 28 فيفري المقبل، حيث تنتقل فيها نسب التخفيض من 20-30 بالمائة لتناهز 70 بالمائة في الأسابيع الأيام الأخيرة للعرض، كما أن الأبواب مفتوحة بحسب وزارة التجارة دوما أمام المتعاملين الاقتصاديين والتجار لتقديم طلباتهم أثناء الصولد والالتحاق بالعملية.
ويهدف البيع بالتخفيض إلى تنشيط وإنعاش النسيج التجاري وتعزيز المنافسة النزيهة في السوق وتمكين المستهلكين من الاستفادة من تخفيضات في الأسعار ومن عروض ترويجية متنوعة في إطار منظم.
:قد يهمك ايضــــاً