مقر المفوضية الأوروبية

كشفت المفوضية الأوروبية في بروكسل أن الاجتماع الثلاثي الذي جمع قادة إسبانيا وفرنسا والبرتغال في لشبونة، لتعزيز التعاون الإقليمي في إطار الطاقة، يُظهر قيمة التضامن الأوروبي والوحدة الإقليمية من خلال الاتفاق على خطوات لاستكمال ترابط الطاقة بين فرنسا وإسبانيا والبرتغال، وسبل تعزيز التعاون الإقليمي.

وحسب ما نقل بيان أوروبي في بروكسل، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن "الوفاء بوعدنا يجعل أوروبا الأولى في الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة والعالم ينظر إلى أوروبا الآن من أجل قيادة هذا الطريق في ظل هذه الظروف المضطربة ودعونا نظهر مقدار ما يمكن أن نحققه من الوحدة". وقال ميغيل إرياس، مفوض شؤون الطاقة، "إن البنية التحتية القوية والمرنة للطاقة ضرورية لتشجيع العمل الإقليمي في مجالات جديدة وسوف يساعدنا هذا على الوفاء بالتزاماتنا فيما يتعلق باتفاقية باريس حول المناخ". وأشار المفوض الأوروبي إلى توقيع اتفاق منحة لخط كهرباء يمر بخليج بسكاي ويعتبر أكبر استثمار في البنية التحتية للطاقة في إطار برنامج أوروبي "ويعتبر أمرا جيدا لكل من فرنسا والبرتغال وإسبانيا وأيضا لأوروبا".

وقالت المفوضية إن دمج شبه الجزيرة الآيبرية في سوق الطاقة الداخلية في أوروبا كان من أبرز أولويات عمل جهاز المفوضية الحالي الذي بدأ العمل في أواخر عام 2014، وذلك من خلال دعم بناء البنية التحتية الضرورية. واتفقت فرنسا وإسبانيا والبرتغال (الجمعة)، على بناء خط كهرباء تحت مياه خليج بسكاي في إطار تعزيز ربط الطاقة بينها بهدف مساعدة شبه الجزيرة الآيبيرية على الخروج من العزلة التي تعاني منها في هذا المجال. وبعد اجتماع في لشبونة، رحب قادة الدول الثلاث باتفاق تم التوصل إليه بخصوص تمويل مشروع بناء خطوط كهرباء بطول 370 كيلومتراً تربط فرنسا بإسبانيا.

وقال رئيس وزراء البرتغال أنتونيو كوستا إنها "خطوة مهمة جداً". وستقوم المفوضية الأوروبية بتمويل 30 في المائة من المشروع، عن طريق تقديم 578 مليون يورو وهو مبلغ غير مسبوق في الاتحاد الأوروبي لمشروع طاقة. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل الخط في 2025، ليرفع مرتين حجم التبادل الكهربائي بين فرنسا وإسبانيا.

وطالما طالبت إسبانيا والبرتغال بإنهاء عزلتهما عن الشبكات الأوروبية لتوزيع الكهرباء والغاز. وتمتلك البرتغال فائضًا في إنتاج الكهرباء يمكنها من التصدير أبعد من إسبانيا في حال توافر المزيد من خطوط الربط مع باقي دول أوروبا. وترغب مدريد ولشبونة أيضاً في تحسين خطوط الربط بأسواق الغاز الأوروبية من طريق بناء خط أنابيب في كاتالونيا في شمال شرقي إسبانيا. ويضاف ذلك إلى خط أنابيب آخر تم بناؤه غرب سلسلة جبال البيرينيه، يربط إسبانيا بفرنسا. وتستورد الدولتان الغاز من الجزائر عبر خط أنابيب بدأ تشغيله في 2011. ولديهما سبعة مرافئ يمكنها استقبال الغاز المسال الذي يستوردانه من قطر، وبشكل متزايد من الولايات المتحدة التي تطور إنتاج الغاز الصخري. وتقولان إن تحسين الربط الكهربائي سيقلل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.

ولكن دراسة طلبتها المفوضية الأوروبية أظهرت أن خط الأنابيب في كاتالونيا الذي قد تتجاوز تكلفته 440 مليون يورو لن يكون قابلًا للاستمرار نظراً لأن دولًا أوروبية أخرى لديها الكثير من مرافئ الغاز المسال التي لا تعمل بكامل طاقتها. وطالما أعربت فرنسا عن تحفظها حيال ذلك. ولكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أنه منفتح على المضي قدماً في مشروع الغاز. وقال: "سنقوم ببناء المزيد من خطوط الأنابيب فقط إذا بقي استهلاك الغاز في أوروبا كبيرا". وقال إن خط الأنابيب في كاتالونيا سيتم بناؤه إذا ظهر أنه مجد في سيناريو زيادة الطلب على الغاز، مع اتجاه منشآت توليد الطاقة من الفحم للإغلاق تدريجيًا.