لندن _ العرب اليوم
أصبحت الأوراق النقدية السويسرية تتمتع بصلاحية دائمة، خصوصًا بعد موافقة البرلمان السويسري على طلب المركزي السويسري الذي يطبع سنويًا أكثر 560 مليون ورقة نقدية، أعلاها من فئة ألف فرنك سويسري، علمًا أن المصرف المركزي السويسري هو بين أكثر المصارف التي تعتني بصلاحية عملاتها الورقية التي تُسحب وتُستبدل أرقامها في الأسواق المحلية والدولية، كل 20 عامًا. في حين قد تمتد هذه الفترة إلى 27 عامًا في الدول الأوروبية المجاورة، مثل إيطاليا وفرنسا.
وتريد حكومة برن إنقاذ الأجيال القديمة من العملات الورقية، التي يتم التداول بها منذ عام 1921، وعلى مسافة المائة عام تقريبًا، لا تزال سويسرا متمسكة بإنقاذ عملاتها القديمة من الموت المحتم، على عكس ما يحصل مع عملات أخرى، أولها الدولار الأميركي. وعلى مدى المائة عام الأخيرة، استبدل المركزي السويسري أرقام أوراقه النقدية خمس مرات بتكاليف مقبولة نسبة إلى تقدم تكنولوجيا الطباعة، مع مرور الوقت. إذًا تشمل هذه الصلاحية المفتوحة كل ما طُبع في الأعوام المائة الأخيرة. لكن، اعتبارًا من الجيل السادس من عملية الطباعة هذه، يجب على المركزي السويسري تغيير الأرقام المشفرة كل 25 عامًا.
في الحقيقة، لا يأتي قرار المركزي السويسري عشوائيًا أو غير مخطط له سابقًا. لأن ضحايا الأوراق النقدية القديمة مع الموظفين والعمال، الذي أقاموا في سويسرا فترة زمنية ثم عادوا إلى وطنهم الأم مع مدخراتهم من سيولة مالية بالفرنك السويسري، ليسوا إلا الورثة السويسريين الذين حصلوا بعد وفاة أهلهم وأقربائهم، على كميات كبيرة من هذه الأوراق النقدية القديمة.
عمليًا، ترفض أسواق الصرف والمحال التجارية الدفع الأوراق القديمة، لذا يجب التوجه إلى المصرف المركزي السويسري في العاصمة برن، لاستبدال القديم بالجديد. ولا تخلو عملية الاستبدال هذه من رسوم حكومية، قد تصل أحيانًا اعتمادًا على عمر الورقة النقدية القديمة، إلى أكثر من 10% من قيمتها. لكن، ومع إقرار القانون الجديد، ستكون عملية الاستبدال مجانية. وهكذا، يتوقع الجميع أن تصل القيمة الكلية لعملية الاستبدال هذه إلى 740 مليون فرنك سويسري حتى نهاية العام، و1.4 بليون فرنك سويسري نهاية العام المقبل.
يكفي النظر إلى القيمة الكلية للأوراق النقدية السويسرية التي يحملها أجانب، يعيشون اليوم خارج سويسرا، كي نستنتج أنها تتخطى البليون فرنك سويسري بكل سهولة، وفيما يتعلق بالأوراق النقدية القديمة، فهي لا تزال صالحة لتحوّلها إلى عملات جديدة، عبر الجيل الحديث من تقنيات طباعة الأوراق المالية. ما يعني أنها ستكون قاعدة انطلاق الجيل السادس من العملات النقدية السويسرية الجديدة، التي قد تطل على الأسواق اعتبارًا من عام 2020 والتي يصعب تزويرها.
ولا يستبعد البعض أن يطرح المركزي السويسري على غرار الولايات المتحدة خلال الأعوام الأربعة المقبلة، الورقة النقدية الأولى من فئة خمسة آلاف فرنك سويسري، ما سيعطي العملة الوطنية زخمًا أكبر وثقلًا مهمًا في أسواق الصرف الدولية.