انخفاض أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط أمس الثلاثاء، في وقت تتأثر الأسواق بإغلاق نحو 13 في المئة من الطاقة التكريرية للخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك في العالم للنفط، بعدما ضرب إعصار مداري قلب صناعتها النفطية. وساعد إغلاق مصافي النفط أسعار العقود الآجلة للبنزين الأميركي على الصعود إلى أعلى مستوى في سنتين عند 1.7799 دولار للغالون أول من أمس. وسجل البنزين 1.7078 دولار.

وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" 42 سنتاً إلى 51.47 دولار للبرميل، بعدما تم تداولها مرتفعة عند 52.19 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة. وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عشرة سنتات إلى 46.67 دولار للبرميل، بعدما هبطت أكثر من اثنين في المئة في الجلسة السابقة. وتشهد سواحل تكساس التي تحتوي على نحو ثلث قدرات تكرير النفط في الولايات المتحدة، منذ الجمعة أقوى إعصار يطاول هذه الولاية منذ 1961.

وتم من باب الحيطة إخلاء 98 منصة نفطية من أصل 737 (في مقابل 105 منصات أعلن عن إخلائها سابقاً) في خليج المكسيك، أي 13.3 في المئة من منشآت المنطقة. ويؤمن خليج المكسيك لوحده 20 في المئة من إنتاج النفط الأميركي. وأوضح المكتب استناداً إلى آخر بيانات شركات تكرير النفط، أن حوالى 18.94 في المئة من الانتاج الحالي للنفط في خليج المكسيك تم ايقافه، فيما عُلّق نحو 18.12 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي.

ولم يكن بمقدور شركة "إكسون موبيل" العملاقة للنفط أول من أمس، تقدير التأثير المالي لهذا التجميد، إذ اضطرت الأحد إلى وقف الإنتاج في مجمعها في بايتون، وهو بين الأكبر في العالم. وأكد محللو مصرف "غولدمان ساكس" أن "المعلومات حول جسامة الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية للنفط والغاز تبقى حالياً محدودة"، مشددين على أن المشاكل أكبر في قطاع التكرير منها في قطاع الإنتاج.

ووفقاً لتقديراتهم، فإن حجم الأضرار نتيجة الإعصار على مستوى قدرات التكرير بلغت الأحد مستوى ثلاثة ملايين برميل في اليوم أي 16.5 في المئة من قدرات التكرير الإجمالية في الولايات المتحدة. وأوضحوا أن الأمر يقتصر في الوقت الحاضر على الوقاية إذ لم يتم الإبلاغ سوى عن بعض المشكلات البسيطة المتعلقة بالفيضانات.

ومن المحتمل إغلاق مزيد من المصافي خلال الأيام المقبلة بسبب انتقال العاصفة التي تتقدم ببطء، على ما أفاد جيمس ويليامز من مكتب "وست تكساس ريسيرتش غروب إيكونوميكس" للدراسات، ما ينذر بمزيد من الأضرار. غير أن انعكاس الإعصار والفيضانات على الإنتاج أقل حجماً، إذ يطاول نحو مليون برميل يومياً، أي نحو 11 في المئة من الإنتاج الإجمالي للولايات المتحدة، وفقاً لبيانات محللي "غولدمان ساكس". لكنهم أضافوا أن «الفيضانات الجارية قد يكون لها تأثير أكبر على الإنتاج على اليابسة، في حوض إيغل فورد».

ولفت جيمس ويليامز إلى أن على رغم أن مخزون المنتجات النفطية في مستوى مرتفع، قد يحصل انقطاع في البنزين والفيول على المدى القريب. إذ ستتمكن معظم المصافي من استئناف نشاطها بعد أسبوع أو أسبوعين على توقف الأمطار، إلا أن بعضها قد يؤخر معاودة العمل ويقرر القيام بأعمال الصيانة التي تتم عادة في الخريف، قبل موعدها ببضعة أسابيع.

وفي سياق منفصل، أبرم وزير البترول المصري طارق الملا 3 اتفاقات جديدة للبحث عن للبترول والغاز في صحراء مصر الغربية، مع شركتي "شل" العالمية و "أبيكس" الأميركية التي تعمل وتستثمر في مصر للمرة الأولى، وبلغ حجم الاستثمارات للاتفاقات الثلاث نحو 81.4 مليون دولار كحد أدنى، و23.2 مليون دولار منح توقيع لحفر 16 بئراً جديدة. 

ويتضمن الاتفاق الأول مع "شل" في منطقة امتياز شمال أم بركة في الصحراء الغربية، استثمارات تقدر بنحو 35.5 مليون دولار، في حين تصل الاستثمارات في الاتفاقين المتبقين مع "أبيكس" 26.5 مليون دولار في منطقة جنوب شرق مليحة بالصحراء الغربية واستثمارات بقيمة 19.4 مليون دولار في منطقة غرب بدر الدين.