النفط الخام

انخفضت أسعار النفط، في جلسة متقلبة تراجعت فيها عن مكاسبها الأولية، بينما بدا من المرجح أن حلفاء الولايات المتحدة سيحثون على الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما قد يبقي إمدادات الخام الإيراني إلى الأسواق العالمية. وأظهرت بيانات حديثة أن عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة زاد بمقدار 10 حفارات هذا الأسبوع. ورغم انخفاضها في جلسة يوم الجمعة، فإن أسعار الخام تبقى قرب أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.

وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول منخفضة 35 سنتًا إلى 77.12 دولار للبرميل، غير بعيدة عن مستوى 78 دولارًا الذي سجلته يوم الخميس، وهو أعلى مستوى لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014. وتنهي عقود برنت الأسبوع على مكاسب قدرها 2.8 في المائة.

وانخفضت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 66 سنتًا، لتبلغ عند التسوية 70.70 دولار للبرميل مقارنة مع أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات ونصف السنة، البالغ 71.89 دولار الذي سجلته في جلسة الخميس. وعلى مدار الأسبوع سجل الخام الأميركي مكاسب قدرها 1.2 في المائة.

وأضافت شركات الطاقة الأميركية حفارات نفطية، للأسبوع السادس على التوالي، مع استمرار صعود أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 3 سنوات بفعل توقعات بأن عقوبات جديدة على إيران ستحجب بعض الإمدادات عن السوق، وهو ما يعطي المزيد من الدعم لأنشطة الحفر النفطي في أميركا، ويرفع الإنتاج إلى مستويات قياسية.

وقالت شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن شركات الطاقة أضافت 10 حفارات نفطية في الأسبوع المنتهي في 11 مايو/أيار، ليصل العدد الإجمالي إلى 844 حفاراً، وهو الأعلى منذ مارس/آذار 2015. وهذه هي المرة الأولى منذ أوائل مارس/آذار، التي تضيف فيها شركات الطاقة الأميركية حفارات نفطية لـ6 أسابيع متتالية.

وأكثر من نصف إجمالي الحفارات النفطية موجود في حوض بيرميان في غرب تكساس وشرق نيو مكسيكو، أكبر حقل للنفط الصخري في الولايات المتحدة. وزاد عدد الحفارات النشطة هناك بمقدار 5 حفارات، ليصل إلى 463، وهو الأعلى منذ يناير/كانون الثاني 2015. وتتوقع الحكومة الأميركية أن إنتاج النفط في بيرميان سيرتفع إلى مستوى قياسي قرب 3.2 مليون برميل يومياً، أو نحو 30 في المائة من مجمل إنتاج النفط الأميركي.

وإجمالي عدد الحفارات النفطية النشطة في أميركا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلاً، مرتفع كثيراً عن مستواه قبل عام عندما بلغ 712 حفاراً، بينما تعمد شركات الطاقة إلى زيادة الإنتاج بالتوازي مع مساعي منظمة "أوبك" لخفض الإمدادات، في مسعى للاستفادة من صعود الأسعار. وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الثلاثاء، أن المتوسط السنوي لإنتاج النفط الأميركي سيرتفع بمقدار 1.37 مليون برميل يومياً إلى مستوى قياسي قدره 10.72 مليون برميل يومياً في 2018، وإلى 11.86 مليون برميل يومياً في 2019.

ومنذ بداية العام الجاري، بلغ إجمالي عدد حفارات النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة 983 حفارًا مرتفعًا بشدة من متوسط بلغ 876 حفارًا في 2017. ويتجه نحو تسجيل أعلى متوسط منذ 2014 عندما بلغ 1862 حفارًا. وتنتج معظم الحفارات النفط والغاز كليهما.