معبر إبراهيم الخليل

في الوقت الذي يُثار فيه موضوع إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، واحتمالية إغلاق المعابر الحدودية مع الإقليم، من المقرر أن يُفتتح قريباً جسر تجاري بين إقليم كردستان وكردستان تركيا في معبر إبراهيم الخليل، وفي الأسبوع الماضي زار القنصل التركي في أربيل مشروع الجسر، وطالب بإكماله وافتتاحه بأقرب وقت، فيما أكد مدير جمارك إبراهيم الخليل أن افتتاح الجسر سيتم خلال أقل من شهرين.

ويعد معبر إبراهيم الخليل أحد أهم المنافذ الحدودية بين تركيا وإقليم كردستان، ويتساءل الكثيرون حول احتمالية قيام تركيا بإغلاق المنفذ الذي تعبر من خلاله يومياً العديد من الشاحنات التركية المحملة بالبضائع إلى إقليم كردستان، عقب إجراء الاستفتاء المقرر في 25 أيلول/سبتمبر. والخطوات التركية على الأرض تظهر ممارسة معاكسة، حيث أن المعبر لن يتم إغلاقه فقط بل سيتم توسيعه، حيث تعمل تركيا على تنفيذ أكبر جسر في المعبر وسط توقعات بافتتاحه خلال شهرين.

وقال مدير جمارك إبراهيم الخليل، فرست محمد علي، "بدأ العمل في المشروع منذ أكثر من عام، ولم يتبقَ الكثير لإكماله، سيتم افتتاح الجسر رسمياً بعد أقل من شهرين"، مضيفاً "الآن يوجد جسران فقط وكلاهما من اتجاه واحد، أما الجسر الجديد فهو مزدوج الاتجاه، ويبلغ عرضه 30 متراً، وسيكون أكبر الجسور التجارية في معبر إبراهيم الخليل، وسيلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات التجارية بين كردستان وتركيا".

وبشأن تكاليف المشروع، قال مدير الجمارك إن تركيا وحكومة إقليم كردستان تتقاسمان الأعباء مناصفة بينهما، مضيفاً أن "القنصل التركي زار خلال الأسبوع الماضي المعبر، واطلع على سير العمل في مشروع الجسر، وطالب بإكماله، لافتتاحه في أقرب وقت". وعن التغييرات في الحركة التجارية بعد الإعلان عن إجراء الاستفتاء، قال فرست محمد علي، "لم تطرأ أي تغييرات في دخول البضائع، بل أن التجار الأتراك يسعون لإيصال المزيد من السلع عبر معبر إبراهيم الخليل إلى الموصل". ويقع معبر إبراهيم الخليل على بعد 60 كلم من شمال غرب دهوك، ويبعد 114 كلم عن مدينة الموصل.

وقال رئيس غرفة تجارة دهوك، إياد حسن، إن "لهذا الجسر أهمية تجارية كبرى، وقد سألتُ القنصل التركي عن سبب إنفاق هذه الأموال الطائلة لبناء الجسر في حين يقال أن تركيا ستغلق الحدود على خلفية الاستفتاء؟ لكن القنصل التركي أجاب مبتسماً: من يقول هذا! ألا نقوم الآن بافتتاح منفذ جديد؟ على العكس سنقوم بعد الاستفتاء بافتتاح أبواب جديدة لأننا نرى هذه المنطقة بنظرة واسعة، وكردستان مهمة جداً بالنسبة لنا".

وتابع رئيس غرفة تجارة دهوك، أن "هناك حالياً عشرات الشركات التركية في إقليم كوردستان، كما أن هناك عشرات المعامل والشركات في غازي عنتاب التي تسوق منتجاتها بالكامل في إقليم كردستان، لذا فإن تركيا لن تغلق الحدود بل ستسعى لتعزيز أعمالها التجارية، لأن العشرات من التجار الأتراك حاولوا خلال الأيام الماضية إيجاد وكلاء لتسويق بضائعهم في الموصل، أو افتتاح مكاتب لشركاتهم في المدينة، كي تكون لهم اليد الطولى في إعادة إعمارها"