الرئيسين بوتين وإردوغان

تعود الطماطم التركية، قريبًا، إلى الأسواق الروسية، بعد أن تمّ وضع حدًا للخلاف بين البلدين، حول هذه القضية على أعلى مستويات، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، وبحث الرئيسان، مؤخرًا في أنقرة، جملة من الملفات الإقليمية والدولية الحساسة للغاية، إضافة إلى ملفات العلاقات الثنائية، وفي مقدمتها أزمة استئناف صادرات الطماطم التركية إلى السوق الروسية، حيث أُعلن في ختام هذه المحادثات عن اتفاق يقضي بإلغاء الحظر على الطماطم التركية، كانت روسيا قد فرضته منذ عام 2016.


وصرّح وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، بقوله "أتمنى أن نرى تنفيذ استئناف الصادرات خلال يومين أو يومين من الناحية التقنية"، مؤكّدًا "يمكننا القول أنّ هذه المشكلة قد انتهت، وسمعنا تأكيدًا على ذلك من الرئيس الروسي، لكن لننتظر إرسال أول شحنة".


وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، في تصريحات عقب محادثات بوتين - إردوغان، في أنقرة، أنّ العمل جار على إلغاء حظر صادرات الطماطم التركية، مؤكّدًا أنّ القرار في هذه المسألة سيتم اتخاذه قريبًا، وأشار  المدير التنفيذي للاتحاد الوطني الروسي للخضار والفاكهة، ميخائيل غلوشكوف، إلى أنّ الحوار يجري، حاليًا، حول الكميات ونوعية الطماطم التي سيصدرها الجانب التركي.


وعرضت وزارة الزراعة الروسية على الحكومة اقتراحاتها بشأن آليات استئناف صادرات الطماطم، مؤكّدة أنّ الجانب التركي طرح سبع شركات موثوقة لتقوم بتغطية احتياجات السوق الروسية، لافتًا إلى أنّ الوزارة اختارت بعضًا من تلك الشركات، وما زال الحديث مستمرًا مع الجانب التركي بهذا الخصوص.


ويعود الحظر الروسي على الطماطم التركية إلى مطلع عام 2016 حين قررت روسيا فرض حزمة عقوبات اقتصادية ضد تركيا، إثر حادثة إسقاط مقاتلات تركية لقاذفة روسية فوق الأراضي السورية خريف 2015، حينها قررت روسيا وقف الرحلات الجوية السياحية إلى تركيا، وفرضت حظرًا على قائمة كبيرة من الصادرات التركية، بما في ذلك المواد الغذائية مثل اللحوم والخضار والفاكهة، ومنها الخيار والبندورة أي الطماطم، واستمر هذا الحظر منذ الأول من يناير/كانون الثاني حتى أكتوبر/تشرين الأول 2016، حين ألغت روسيا عقوباتها ضد تركيا بعد مصالحة روسية - تركية.


وشمل التطبيع بين البلدين، استئناف الرحلات السياحية والسماح مجددًا بدخول غالبية المنتجات التركية إلى روسيا، باستثناء الطماطم والخيار، وتسعى روسيا عبر هذا الاستثناء إلى إتاحة فرصة أمام المنتجين المحليين لشغل الفراغ الذي خلّفه في السوق غياب الصادرات التركية، ومع ذلك لم تستبعد وزارة الزراعة الروسية إمكانية استئناف استيراد الطماطم من تركيا، حيث أوضح وزير الزراعة الروسية، ألكسندر تكاتشيف، في تصريحات صيف العام الجاري، بأنّ هذا الأمر ممكن لكن على أساس موسمي، أي في المواسم التي يتراجع فيها حجم الإنتاج المحلي مثل الشتاء والربيع.


وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، عن استئناف صادرات الطماطم التركية إلى روسيا خلال أيام قريبة، وستحمل الصادرات طابعًا تجريبيًا، وستسمر حتى ربيع عام 2018، ويتوقّع أن يصل حجم الصادرات خلال الفترة المشار إليها حواليّ 300 ألف طن من الطماطم، حيث يشترط الجانب الروسي أن تصدرها الشركات التركية التي حصلت على موافقة الجهات الرسمية الروسية، وقد تقوم مجموعة "ماغنيت" التجارية الروسية للمواد الغذائية بشراء كل تلك الكميات وتوزيعها على السوق.