السوريون يقاطعون الاسواق أملاً بانخفاض الأسعار

أسعار جنونية تعم الاسواق السورية في مختلف المحافظات، فالليرة السورية فقدت قيمتها، والغلاء أنهك المواطن السوري الصامد الصابر منذ خمس سنوات، حكومة اتجهت لرفع أسعار العديد من السلع بما فيها تلك التي تعتبر أساسية ولا غنى عنها بالنسبة لأي مواطن، وللأسف لم يعد هناك أية خطوط حمراء بعد أن تم تجازوها جميعًا من قبل صناع القرار في الحكومة، بالرغم من كل الوعود التي كانت تصدر لطمأنة المواطن السوري.

تقارير عديدة صدرت بالآونة الاخيرة، كان أهمها دراسة قام بها طلاب في جامعة طوكيو بعنوان "سورية 2016 "، والتي أوضحت أن 87.4% من سكان سورية تحت خط الفقر وأن الأسرة تحتاج إلى 6 أضعاف دخلها الحالي، وليزيد الطين بلة، أعلن مصرف سورية المركزي، الثلاثاء، عن تثبت سعر صرف الدولار عند 620 ليرة، ما أدى إلى استياء كبير لدى المواطنين مع غياب الحلول اللازمة للحد من ارتفاع الأسعار من قبل الجهات المعنية, الأمر الذي دفع مجموعة من الشباب السوري لإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تحت اسم «مقاطعون»، وذلك لمقاطعة شراء أي مواد استهلاكية لمدة أسبوع كامل، وبدأت الحملة صباح الأربعاء11 أيار / مايو 2016.

قام المسؤولون عن الحملة بتعريفها بأنها: "حملة لمقاطعة شراء أية مواد استهلاكية لمدة أسبوع، بسبب ارتفاع الأسعار غير المقبول، ولدعم الليرة السورية، فعندما تشح الليرة من السوق ومن بين أيدي التجار، سيعود لها جزء من قيمتها، وعند كساد البضائع لدى التجار، سيضطرون لخفض الأسعار. ودعت الحملة السوريين المشاركين إلى استغلال المواد الموجودة في المنزل بدلاً من شرائها من السوق، ورأى القائمون على الحملة أنه إن تم تطبيق مثل هذه المقاطعات فسوف يصلون إلى أفضل سعر للمواد الاستهلاكية وأفضل قيمة لليرة السورية.

وانتشرت حملة «مقاطعون» انتشرت بكثافة من دون تخطيط مسبق، ليصل عدد المنضمين إليها في ساعات إلى الآلاف، بعد تبنيها من قبل عشرات الناشطين الشباب، حيث لاقت إقبالاً كبيرًا من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قدم عدد منهم اقتراحات منها مقاطعة الشراء لمدة اسبوع كامل، بينما رأي أخرون أن الشراء يمكن أن يكون فقط من مؤسسات الدولة ولمدة أسبوع، بينما اخرين رأوا غير ذلك، وطالبوا بمقاطعة مؤسسات الدولة، على الاقل حتى يتم توزيع سكر «البونات» حال تواجده.

وترافقت الحملة مع انتشار كبير لهاشتاغ «#مقاطعون»، والذي لاقى رواجًا كبيرًا عبر صفحات والشبكات الإخبارية، وقالت إحدى متابعات للحملة: "ليس بالضرورة أن نبدأ بالحملة من اليوم ، بل يجب علينا نعمل كل يوم وبجهد مضاعف لتصل لأكبر عدد ممكن من المواطنين، فثقتنا بحكومتنا وبمجلس شعبنا ، للأسف أصبحت معدومة ، فرغم صبرنا خلال الخمس سنوات الماضية، إلا أنه ثمة استغلال لفقرنا وتضحياتنا، فلا اهتمام ولا تقدير، والأسواق كل يوم تتضاعف فيها الأسعار

فيما قالت نادين من "اللاذقية": "كيلو السكر أصبح بقيمة 550 ليرة،  الأرز 700 ليرة، الموز تجاوز 900 ليرة، لذا تجب مقاطعة كل تاجر وصاحب محل استهلاكي وكذلك محلات الملابس".

وفي النهاية يبقى التساؤل: "هل يمكن أن تشكل هذه الحملة، أو غيرها، ضغطًا حقيقيًا على السوق السورية أو التجار، أو حتى الحكومة، لتثيب أسعار السلع الغذائية والحد من ظاهرة ارتفاعها الغير مقبول؟"، سؤال تحمل الأيام المقبلة وحدها إجابته.