شركة "روسنفت"

اتفقت شركة "روسنفت"، عملاق الطاقة الروسية، مع حكومة إقليم كردستان العراق على تولي السيطرة على خط أنابيب النفط الرئيسي في الإقليم، بإجمالي استثمارات تقدر بـ1.8 مليار دولار، فيما طالب وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان آشتي هورامي، الشركات الدولية العاملة في مجال إنتاج النفط في الاقليم بالاستمرار في عملها.

وقالت "روسنفت"، إن حصتها في المشروع قد تصل إلى 60% في حين ستحتفظ مجموعة كيه.ايه.آر المشغل الحالي لخط الأنابيب بـ40%. على جانب آخر قال مصدر بقطاع الشحن البحري لـ"رويترز"، أن صادرات النفط من إقليم كردستان العراق صوب ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط تتدفق بمعدلات مخفضة يوم الجمعة لتبلغ 216 ألف برميل يوميا مقارنة مع 600 ألف برميل يوميا في الظروف العادية.

وتأتي منطقة إقليم كردستان شمالي العراق بين أكثر المناطق الواعدة في سوق الطاقة العالمية النامية، باحتياطيات متوقعة قابلة للاسترداد تقدّر بـ45 مليار برميل من النفط، و5.66 تريليون متر مكعب من الغاز. هذا وشنت القوات العراقية، يوم الأحد الماضي، عملية عسكرية اشتبكت فيها مع قوات البشمركة الكردية، في منطقة تكريت جنوب غربي كركوك، لانتزاع المنطقة الغنية بالنفط من قبضة السلطات الكردية، ردا على مضي الاقليم في إجراء استفتاء الانفصال عن العراق، سبتمبر الماضي.

وقال مسؤول بوزارة النفط العراقية، الاثنين الماضي، إن إنتاج النفط والغاز بمحافظة كركوك يمضي كالمعتاد رغم العملية العسكرية العراقية لانتزاع السيطرة على المنطقة من قوات كردية، كما أن الوزارة لديها اتفاق مع بعض القيادات الكردية لإبعاد منشآت النفط والغاز بالمحافظة عن الصراع. وكان الرئيس التنفيذي لـ"روسنفت"، إيغور سيتشن، قال يوم، الخميس، أن على السلطات الكردية وبغداد تسوية خلافاتهم بأنفسهم.

وتعهد كل من العراق وإيران وتركيا بفرض العزلة على كردستان في أعقاب استفتاء الشهر الماضي. وستستثمر "روسنفت" في توسعة خط أنابيب إربيل المستقل، الذي استهدفته تهديدات بغداد، على أمل زيادة سعته بمقدار الثلث إلى 950 ألف برميل يوميا. يعادل ذلك نحو 1% من إجمالي المعروض العالمي.

وباستحواذ "روسنفت" على 60% في المشروع تصبح شركة نفط روسية رئيسية مساهما مسيطرا من الناحية العملية في البنية التحتية للنفط الكردي.

ووقعت "روسنفت" اتفاقية لتقاسم إنتاج 5 مناطق نفطية بإقليم كردستان العراق، باستثمارات 400 مليون دولار، يمكن استرداد 50% من ذلك المبلغ من خلال النفط المستخرج، بحسب بيان للشركة. وقالت "روسنفت"، إنها وقعت اتفاقا مع سلطات إقليم كردستان العراق لتشغيل خط أنابيب لتصدير النفط في المنطقة الكردية شبه المستقلة، تصل حصتها في المشروع إلى 60% في المجمل فيما ستحتفظ مجموعة (كيه.إيه.آر) التي تشغل خط الأنابيب حاليا بحصتها وهي 40%.

بالمقابل طالب وزير الثروات الطبيعية في حكومة اقليم كردستان آشتي هورامي، الشركات الدولية العاملة في مجال انتاج النفط في الإقليم بالاستمرار في عملها. وقال هورامي خلال مؤتمر صحافي في مدينة فيرونا الايطالية إنه يطالب الشركات النفطية العالمية عدم نسيان كردستان، مضيفا أن الحرب ضد "داعش" انتهت إلا أن حرب الإقليم قد بدأت للتو.

وأشار هورامي إلى أن الاقليم عندما يتحدث عن الاستثمار والمشاريع يجب عدم نسيان أن الاستثمار لا يتم من دون توفير الامن والاستقرار، لافتا إلى أنه بإمكان الاقتصاد أن يمسك زمام الأوضاع ويجبر السياسيين على اتخاذ القرارات.