انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي للسياحة والتراث بالأردن

شارك العراق في المؤتمر السياحي الإقليمي الذي نظمته وزارة السياحة والآثار الأردنية في مدينة البتراء تحت عنوان "الاستثمار في السياحة من أجل مستقبلٍ شامل: التحدّيات والفرص"، وذلك بالتعاون مع كل من منظّمة السياحة العالمية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ليتضمّن 4 جلسات موزعة على يومين، وشارك فيه 30 ممثلًا عن دول جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسّط والقطاعات السياحية المختلفة فيها، ومثل العراق مدير عام دائرة المرافق السياحية محسن صدخان السويدي نيابة عن وزير الثقافة والآثار والسياحة ومدير قسم العلاقات الدولية علي ياسين.

وأكد مدير عام دائرة المرافق السياحية محسن صدخان السويدي، في تصريح إلى " العرب اليوم" على أهمية انعقاد المؤتمر الذي يأتي في ظل التحديات التي يواجهها القطاع السياحي، مبينا أن الهدف هو توفير منصة لمختلف الجهات المعنية بالسياحة من القطاعات العامة والخاصة والمصرفية والاستثمارية والتطويرية العاملة في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسّط، للتحاور والمناقشة فيما بينها، والمساهمة في الكشف عن التحدّيات ومناقشة أفضل الممارسات، وذلك بصفتها القطاعات التي تقود عملية التنمية السياحية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أن المؤتمر ركز على مجموعة من المحاور الرئيسية، تتمثل في تأمين الوصول إلى فرص التدريب والتوظيف، وتعزيز المهارات المهنية في قطاعَي الضيافة وتنظيم الرحلات السياحية، وتحفيز الأعمال الريادية ضمن القطاعات الإنتاجية على مستوى السلع والخدمات المرتبطة بالسلسلة القيمة السياحية، بالإضافة إلى الترويج لاعتماد مبدأ الكفاءة في استخدام الموارد والطاقة، وتعزيز قدرات المؤسّسات المحلّية الصغرى والمتوسّطة لتصبح أجزاءً أساسية ضمن سلسلة القيم السياحية.
 
وأوضح  السويدي أن السياحة هي أحد القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر أهمية في العراق، فهي تساهم في ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، مضيفًا: "أن الحكومة العراقية تدرك أهمية القطاع في توليد الدخل وإيجاد فرص عمل، إضافة إلى إدراكها أن السياحة هي القطاع الذي يتقاطع مع مختلف القطاعات الرئيسة في الاقتصاد ويكمن وراءها، ما يجعله أحد الحوافز الأكثر أهمية للابتكار والنمو"، لافتًا إلى أن الحكومة اتخذت عدداً من القرارات وقدمت كثيراً من الحوافز للمساعدة في جذب الاستثمارات السياحية والمساهمة في تجاوز القطاع العقبات التي تعيق ازدهاره، والسعي إلى تنمية المجتمعات في المناطق المحددة سياحياً واقتصادياً كمدخل لتوليد فرص العمل. 

ودعا السويدي إلى الاستمرار في تقديم الحوافز اللازمة لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية المباشرة في السياحة، لأنها تولد فرصاً اقتصادية وتعمل على تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتساهم في شكل كبير في صون التراث الطبيعي والثقافي للبلد وتعزيزه.

وأفاد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعي، أن القطاع السياحي يعد القطاع الرئيس المحفز للاقتصاد، إذ يساهم في أكثر من 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويولد 30 في المئة من تجارة الخدمات عالمياً. وأضاف أن الحركة السياحية تؤمن فرصة من 11 فرصة عمل حول العالم، لافتاً إلى توقع نمو القطاع العام الحالي بنحو أربعة في المئة، وشدّد المدير العام لشؤون الاقتصاد والسياسة والحوكمة في البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية، ماتيا روماني، على أن السياحة هي المحرك الرئيس للاقتصاد، وفي حال كانت تدار في شكل سليم، سيساهم ذلك في تحفيز الاقتصاد وإيجاد فرص عمل، مؤكداً الدور المهم للقطاع الخاص في هذا الشأن، وخـــلال الجـلسة العامة للمؤتمر، نوقشت مشكلة قلة تمثيل قطاع السياحة في آليات التمويل الدولية، والاستراتيجيات التي يمكن الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص وضعها بهدف تعزيز ضخ التمويل اللازم في القطاع.

وناقش المؤتمر الدور الأساسي للقطاع السياحي في تعزيز الحركة التنموية الشاملة وتوليد الوظائف ودعم الازدهار الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب البحر المتوسط وشرقه، إلى جانب التركيز في شكل أساسي على رأس المال البشري وفاعلية الطاقة والشركات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة، واختتم المؤتمر فعالياته بعدد من المخرجات كان من أهمها أن استثمار قطاع السياحة لكامل إمكاناته يتطلب أفعالًا حازمة ومنسقة ضمن أطر العمل التي تتحكم بالوصول إلى الأسواق وتدفق المسافرين، والخدمات، والجودة، والمقاييس، والبضائع، والاستثمارات الأجنبية المباشرة.