الجزائر - الجزائر اليوم
أودع خبراء ومهندسون في قطاع الطاقة، طلبا بإجراء عملية تدقيق داخلية في أسرع وقت ممكن، لمنشآت سوناطراك وأنابيبها التي يعود تاريخ دخولها حيز الخدمة إلى 50 سنة مضت، مع ضرورة توفير الموارد المالية اللازمة، وتقديم خرائط هذه الأنابيب للسلطات المحلية، وهذا في أعقاب الحوادث المتكررة التي عاشتها سوناطراك آخرها حريق بركين بحاسي مسعود نهاية الأسبوع، معتبرين أن “توقف القاطرة حادثة تقنية بحتة، ولكن هذا لا يمنع من اتخاذ الاحتياطات وتوقّع الحوادث المقبلة حتى لا نمسّ مستقبلا قوت البلد”.
ويؤكد الخبير الطاقوي بوزيان مهماه في تصريح لـ”الشروق” أن المجمع النفطي العمومي سوناطراك ملزم في أسرع وقت ممكن بإجراء عملية تدقيق داخلية لكل منشآته، من الحقول إلى المنبع وكذا الأنابيب التي يعود إنشاؤها إلى نصف قرن من الزمن، داعيا إلى حشد كافة الموارد المالية الكافية والتنسيق بين كل القطاعات الحكومية لتحقيق ذلك، منها قطاع البيئة الذي يجب أن لا يكون مجرد هيئة رقابة فقط وإنما يتكفل بالحماية البيئية ويمنع الاستغلال العشوائي للرمال من طرف بعض الخواص والذي يؤدي في الكثير من الأحيان للتسربات بالأنابيب.
وأوضح مهماه أن الأنابيب التي تعبر الصحراء نحو عدة ولايات ليست مسؤولية مجموعة سوناطراك لوحدها وإنما أيضا الجماعات المحلية التي يجب أن تتوفر على خرائط الأنابيب وأن تمدّ كل الشركاء بها خاصة وأنه لا يمكن ممارسة أي نشاط دون إبلاغ الشركاء مشدّدا على أن الجميع مطالب بتحمل مسؤوليته، فالحماية البيئية تقع على كامل المجموعة الوطنية.
وقال الخبير أن ما يقع من انفجارات وتسربات هي مجرد حوادث عادية وطبيعية حيث أن الرهان المتواجد على طاولة الحكومة اليوم هو تكوين الموارد البشرية والتحكم الاستباقي في الحوادث من خلال إلمام تكنولوجي دقيق وحشد الموارد المالية اللازمة، وعدم التحجج بالتقشف للتدقيق في أنابيب وتجهيزات كل من سونالغاز وسوناطراك ونفطال وتجديد المنشآت وتحديد المخاطر وإعلانها قبل حدوثها والتأهب والاستعداد للمخاطر الجديدة المتولدة مستقبلا، مشددا “توقف القاطرة هذه المرة لم يضر، وكل ما عشناه عبارة عن حوادث تقنية بحتة، ولكن هذا لا يمنع من اتخاذ الاحتياطات وتوقّع الحوادث المقبلة خاصة ونحن نتحدث اليوم عن منشآت سوناطراك، أي قوت البلد”.
ويعتبر مهماه أن الفرن المتوقف مساء الأربعاء المنصرم بحاسي مسعود سيعود للنشاط قريبا، حيث لم يتأثر إلا 5 بالمائة من الإنتاج اليومي للجزائر للنفط مع العلم أن الفرن ينتج بخطيه 10 بالمائة من الحجم الحالي للإنتاج بعد اتفاقية التخفيض الخاصة بمنظمة أوبك، في انتظار ما سيجود به تقرير الخبرة لمجمع سوناطراك الذي يعتبر الحادث عاديا، وتقنيا بحتا ولا يرتبط بسوء التسيير أو أي حجة أخرى مع العلم أن الجزائر تتوفر على قدرات إنتاجية وبالتالي فلن تخسر شيئا بعد الحادث إلا بضعة تكاليف مالية إضافية فقط.
وشدد الخبير الطاقوي على ضرورة عدم الربط بين الحوادث الأخيرة المسجلة بولاية وادي سوف وأرزيو بوهران وحادثة حاسي مسعود، السبت، لأنها في مجملها حواث تقنية تقع بكافة دول العالم وتدخلات نظام الحماية لسوناطراك جاء سريعا، مضيفا “أسباب هذه الحوادث معروفة، وهي عادة إما تآكل الانابيب، أو الحفر الرملي لبعض الخواص أو الإجهاد الميكانيكي”.
قد يهمك ايضا
وزارة الطاقة الجزائرية تعلن بقاء أنادركو في البلاد