أحزاب سياسية كردستانية تهاجم الاتفاق النفطي

هاجمت ثلاثة أحزاب سياسية كردستانية، بشدة الاتفاق النفطي الذي أبرمته حكومة اقليم كردستان التي يقودها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني مع شركة "روسنفط" المملوكة للحكومة الروسية دون علم ومشورة الحكومة الاتحادية في بغداد. وذكر بيان مشترك لكتل التغيير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية الكردستانية، " يعاني مواطنو اقليم كردستان من فشل سياسة حكومة الاقليم على جميع الاصعدة وبالتحديد السياسة النفطية والمالية ويدفعون يوميا ضريبة هذا الفشل المتكرر والتراكمي وخاصة منذ ان بدأت حكومة اقليم كردستان بتصدير النفط بصورة مستقلة، وبعد ذلك قيام الحزب الديمقراطي الكردستاني بتعطيل برلمان الاقليم لكي يتسنى للسياسيين المتاجرين بثروات الاقليم وقوت الشعب، تمرير اجنداتهم وصفقاتهم الحزبية والشخصية المشبوهة، بعيدا عن الشفافية واي جهة رقابية، خاصة ما يتعلق بالعقود المبرمة مع شركة "دانة غاز" الاماراتية".

ولفت البيان الى "توقيع اتفاقية خاسرة أخرى مع شركة "روسنفط" الروسية مؤخراً التي هي امتداد لسياسة المقامرة بالثروات الطبيعية للإقليم و كركوك وعدم الاكتراث لمصلحة ومستقبل الاصحاب الحقيقيين لهذه الثروات الوطنية والذين هم مواطني اقليم كردستان والاجيال المقبلة". وحذرت الكتل الكردستانية النيابية الثلاث "من مغبة الاستمرار على هذا النهج التطفلي اللاوطني وتوقيع وتمرير هذه الصفقات غير الشفافة والتي ادت الى اغراق الاقليم بعشرات المليارات من الدولارات وبيع نفط الاقليم وكركوك وحتى حصص الحكومة لبعض هذه الحقول النفطية بأسعار رخيصة، لأنها تصب فقط في مصلحة فئة سياسية متاجرة بالوطن و ثرواته والمتضرر الاكبر منها هو شعب اقليم كردستان والواقع الاقتصادي المزري الذي نعيشه الان، هو خير دليل على ذلك".

كما حذرت "بان استمرار هذا الواقع سيؤدي الى عواقب اقتصادية و سياسية وخيمة وخطيرة على الاقليم والعراق ككل ايضا". ودعت الكتل الكردستانية "جميع القوى السياسية الكردستانية والعراقية الخيرة والدول والمنظمات الدولية الصديقة المطالبة بالديمقراطية والشفافية والنزاهة وحقوق الانسان الى ان يكون لهم وقفة ودور في وضع حد لهذا التطاول المبرمج على حياة و قوت المواطنين وذلك عن طريق تفعيل برلمان اقليم كردستان لكي يكون الجهة الرقابية الشرعية التي تراقب و تدقق جميع العقود والصفقات وتكون عين المواطن الساهر على مصالحهم و قطع دابر الفاسدين و المتلاعبين بحياة الشعب".

وطالبت "الحكومة الاتحادية ان تقوم بمسؤولياتها الدستورية والاخلاقية لوقف هذا النزيف النفطي والمالي للإقليم كردستان العراق وعدم الوقوف متفرجا على حياة اكثر من خمسة ملايين مواطن عراقي وجره من قبل فئة سياسية فاشلة وفاسدة نحو الهاوية".

وكانت حكومة إقليم كردستان قد اعلنت أمس الأحد الاتفاق مع شركة "روسنفط" الروسية. وقال مستشار رئيس حكومة كردستان، دلشاد شهاب، بأن بنود الاتفاقية مع الشركة الروسية يشمل شراء النفط بحسب الاسعار التي يتم التعامل بها عالمياً" مؤكدا ان "الاتفاق سيكون له تأثيراً كبيراً على المستقبل السياسي لإقليم كردستان".وأوضح ان "الاتفاق يتألف من قسمين، القسم الاول سيشمل شراء النفط بحسب الاسعار التي يتم التعامل بها عالمياً، مثلما يتم في ميناء جيهان التركي، حيث ستقوم بشراء نفط إقليم كردستان لمدة عامين، وسيتم التعامل معها كأي شركة تريد شراء نفط الإقليم، أما القسم الآخر من الاتفاق الذي تم الإعلان عنه، فيسكون بتطوير خمسة حقول لاستخراج النفط وانتاجه بإقليم كردستان، مع إعمار اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ الاقتصادية للإقليم".

وفي غضون ذلك ارتفعت أسعار النفط نحو واحد في المئة يوم الاثنين بسبب التوترات في الشرق الأوسط بعد أن قطعت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ودول عربية أخرى علاقاتها مع قطر. وقطعت السعودية والإمارات و مصر والبحرين العلاقات مع قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال والمكثفات، يوم الاثنين واتهموها بدعم الإرهاب وتقويض استقرار المنطقة.

ويتضاءل إنتاج الخام القطري البالغ نحو 600 ألف برميل يوميا أمام الإنتاج السعودي الذي يقترب من عشرة ملايين برميل يوميا. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 48 سنتا أو ما يعادل واحدا في المئة إلى 50.43 دولار للبرميل بحلول الساعة 0713 بتوقيت غرينتش. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48 سنتا أو ما يعادل واحدا في المئة الي 48.14 دولار للبرميل.

ولا تزال ثمة شكوك بأن يكون للجهود التي تقودها منظمة "أوبك" لخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل أثر كبير على الصادرات الفعلية. وعلى الرغم من تراجع إمدادات أوبك بين فبراير/ شباط وأبريل/ نيسان، فإن تقرير "تومسون رويترز" لأبحاث النفط ذكر يوم الاثنين أن صادرات أوبك قفزت على الأرجح إلى 25.18 مليون برميل يوميا في مايو/ أيار بزيادة أكبر من مليون برميل يوميا مقارنة مع أبريل/ نيسان.