أسواق قطاع غزة

 لم يؤثر قرار سلطات الاحتلال بتوسعة مساحة الصيد البحري حتى تسعة أميال بحرية بدلًا من ستة، على كميات الأسماك التي ينجح الصيادون بإخراجها من البحر يوميًا، إذا ما زالت الأسواق تعاني شحًا واضحًا في كمية ونوعية الأسماك البحرية الطازجة، ووفقًا لما أكده صيادون فإن ثمة سببين لشح الأسماك، أولهما استمرار اعتداءات الاحتلال بحق الصيادين، فجيش الاحتلال أصدر قرارًا بتوسعة مساحة الصيد، وفي ذات الوقت تلاحق بحريته الصيادين حتى في نصف المساحة المعلنة.

أما السبب الثاني فيكمن في ضعف الموسم هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، فالهجرة الربيعية للأسماك كانت محدودة، وأقل بكثير من التوقعات، وأكد الصياد محمد المجايدة، أن ما أعلنه الاحتلال بشأن التسهيلات لصيادي غزة وزيادة ساحة الصيد البحري يعتبر أمرًا خادعًا، فالصيادون يواجهون اعتداءات وإطلاق نار يومي، حتى وهم متواجدون في أقل من المساحة المذكورة، خاصة في نقطتي الحدود الشمالية والجنوبية لقطاع غزة.

وأشار المجايدة، إلى أن الصيادين بحاجة إلى تركهم يعملون بحرية ضمن المساحة المحددة، ففي الغالب تلاحق المراكب أسراب الأسماك المهاجرة، لكن زوارق الاحتلال تعترضها وتعرقل عملها، وأوضح أن معظم الصيادين باتوا يتجنبون دخول البحر بمراكب وقوارب مزودة بمحركات، تجنبًا لخسارة وقود قد لا تعوضها كميات الأسماك المحدودة التي يتم صيدها، لذلك باتوا يلجؤون للصيد بواسطة مراكب مزودة بمجاديف خشبية، وشباك بدائية يتم وضعها في المياه مساء، وإخراجها صباحًا، أملًا بالإمساك بالأسماك التي تمر قرب الشاطئ، فهذا أقل تكلفة، ويبعدهم عن مضايقات واعتداءات الاحتلال.

أما الصياد أحمد النجار، فأكد أن موسم الأسماك الجاري يعتبر الأسوأ منذ أعوام، ففي كل عام تدشن أسماك الوطواط العملاقة الموسم في شهر آذار، ثم يلها أسماك السردين والسكمبلة، لكن هذا العام لم يأت أي منها، وأوضح أن الصيادين استعدوا مبكرًا للموسم، وجهزوا شباكهم، ومعدات الصيد التي يمتلكونها، وما زالوا ينتظرون قدوم أسراب الأسماك، ولديهم بعض الأمل أن تأتي متأخرة، فشهر أيار/ مايو المقبل من الممكن أن يحمل قدوم السردين والسكمبلة المهاجرة.

وأكد أنه حتى لو أتت الأسماك التي ينتظرها الصيادون، فثمة صعوبة كبيرة في تسويقها وبيعها، بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية، وتراجع القدرة الشرائية لدى الأفراد.

وبدت أسواق جنوب قطاع غزة خالية من الأسماك، عدا كميات محدودة من "سردين البذرة"، وهي أسماك صغيرة للغاية، وكميات محدودة من أسماك السكمبلة، بينما لجأ الباعة لوضع أنواع تربى في برك المياه العذبة والمالحة لتعويض النقص، وأبرز بائع الأسماك إسماعيل عامر، أن الموسم الجاري فقير، ويوميًا يتوجه الباعة إلى حسبة السمك المقامة على شاطئ البحر ويحصلون على كميات محدودة، والجميع ينتظرون قدوم أسماك السردين بوفرة، فهي سمكة حين تهاجر تكون أسرابها كبيرة، وينجح الصيادون في إخراج كميات كبيرة منها، وبالتالي تكون رخيصة وفي متناول الجميع.

وبحر قطاع غزة بصورة عامة فقيرًا بالأسماك، ويعتمد الصيادون على مواسم الهجرة في الاعتدالين "خريف وربيع"، حيث تمر أسراب الأسماك قبالة قطاع غزة، ويتم صيدها.