الدكتور عبد الله الربيعة يؤكد أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة بلغ في عام 2014 (54) مليار ريال

أكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية سواء الإنسانية أو من خلال القروض والمنح للبلدان النامية بلغ في عام 2014 (54) مليار ريال سعودي بنسبة 1.9% من الدخل القومي الإجمالي للمملكة، محتلة بذلك المركز الأول، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية لم تقتصر على المخصصات الرسمية وإنما شملت المبادرات الإنسانية وحملات الإغاثة الشعبية بدعوة رسمية.
 
وأشار الربيعة خلال تدشينه حفل إطلاق تقرير المساعدات الإنمائية الرسمية التي قدمتها المملكة خلال 10 سنوات ما بين عام 2005-2014 مساء أمس إلى التحديات التي واجهها مركز الملك سلمان، سيما ما واجهه المركز خلال عملياته الإغاثية داخل مدن ومحافظات اليمن، قائلا "واجه المركز تحديا كبيرا لإيصال المعونات إلى المحتاجين بالداخل بداية بوجود الحصار، والنهب، والتهديد بالسلاح".
 
وأوضح أن مركز الملك سلمان استعان بمؤسسات المجتمع المدني الموثوق بها داخل اليمن، وكذلك عبر إسقاط المعونات جوا لإيصال المعونات للمحتاجين، لافتا إلى نجاح المركز في تشغيل 4 مستشفيات بعد عملية نقل المركز لأسطوانات الأكسجين بطرق بدائية عن طريق الدواب للمرور عبر الجبال بهدف كسر الحصار المفروض على مدينة تعز من قبل ميليشيات الحوثي وأنصار المخلوع صالح.
المساعدات للجميع
 
وفند مندوب الصندوق السعودي للتنمية المهندس عبد الله الشعيبي كل المزاعم والاتهامات التي طالت السعودية بشأن اقتصار مساعداتها الإنسانية والإغاثية على الدول الإسلامية قائلا "مساعدات المملكة الإنسانية غير موجهة وشملت كل الدول المحتاجة والمتضررة خلافا لما حاول البعض ترويجه بتحديد المساعدات للدول العربية، وهو توجه المملكة منذ إنشاء الصندوق في 1975 وليس بالأمر الجديد."
 
وفي ما يتعلق بشأن مساعدة الصندوق على إقامة المشاريع بالعراق، أفاد الشعيبي بأنه وقبيل اندلاع الحرب بالعراق تم طرح عدد من المشاريع بطلب من الحكومة العراقية، أرسل على ضوء ذلك بعثة لتقييم المشاريع إلا أنه وبحسب المهندس الشعيبي توقفت أعمال البعثة جراء عدم الاستقرار الأمني بالعراق قائلا "ليس لدينا اليوم أية طلبات من الحكومة العراقية لإقامة مشاريع".
 
وأشاد آشوك نيغام الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المنسق للأمم المتحدة في كلمته بالتزام السعودية بمساعدة المحتاجين في الداخل والخارج على حد سواء، معتبرا الزكاة والصدقة المحرك الدافع وراء المعونات الإنمائية والمساعدات الإنسانية للسعودية دون أي اعتبار لعرق أو دين. وأفاد بأن السعودية أحد أكبر البلدان المانحين للمعونات في العالم من ناحية الأرقام المطلقة وكنسبة من الدخل القومي الاجمالي، مشيرا إلى الزيادة الكبيرة في حجم وتغطية مساعداتها القطرية، فقد ارتفع إجمالي المساعدات في عام 2014 بنسبة 230% مقارنة بالنسب السابقة، فبعد أن كانت 4,3 مليار دولار، باتت تقدر اليوم بـ 14,5 مليار دولار.
 
وأوضح فيصل عبد العزيز هاشم في كلمة لوزارة الخارجية أن المساعدات الإنمائية المقدمة في العام 2014 فقط بلغت 54 مليار ريال، استفادت منها أكثر من 80 دولة أي ما نسبته 1,9% من الدخل القومي الإجمالي للمملكة وضعتها بالمرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات. ووفقا للتقرير الشامل الذي أعدته وزارة الخارجية السعودية ووزارة المال والصندوق السعودي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمملكة بلغت المساعدات الإنسانية الخارجية للمملكة خلال عقدين أكثر من 65 مليار، متخطية نسبة المساعدات الإنمائية الإجمالية للدخل القومي عالميا، فقد بلغ إجمالي حجم المساعدات الإنسانية السعودية 54 مليار ريال (14,5 مليار دولار أميركي) وهو ما يمثل 1,9% من الدخل القومي الإجمالي للمملكة مستجيبة لحاجات83 دولة بحيادية بغض النظر عن الانتماء الديني أو الأصل العرقي حتى شملت النيبال في 2015 وهايتي 2010.
 
وبحسب تقرير المساعدات الإنمائية الرسمية صنفت السعودية من ناحية الجهود الإنسانية كسابع أكبر مانح انساني في العالم لعام 2014، بتقديم مساعداتها الإنسانية عبر شراكة مع منظمة الأمم المتحدة. واحتلت المملكة المركز الرابع في مجموعة البلدان المانحة مباشرة بعد أميركا وبريطانيا وألمانيا. وكنسبة من الدخل القومي الإجمالي احتلت المملكة عام 2014 المركز الأول من بين الدول، متخطية بدرجة كبيرة على النسبة المستهدفة والمحددة من قبل الأمم المتحدة المقدرة بـ0,7% من الدخل القومي الإجمالي.
 
وبحسب ما جاء في التقرير الشامل للمساعدات الإنسانية السعودية بلغ حجم ما قدمته وزارة المالية للبنان من مساعدات خلال 10 أعوام نحو 600 مليون دولار أميركي والعراق أكثر من 450 مليون دولار، بينما بلغت في اليمن نحو 350 مليون دولار، وسورية بحدود 300 مليون دولار. والدعم سواء أكان من الدولة أو رجال الأعمال أو المواطنين سيتم التنسيق بشأنه مع الجهات المعنية.
 
قروض الصندوق السعودي
 
وبلغت اتفاقات قروض الصندوق السعودي للتنمية المبرمة ما بين 2005-2014 للبنان 48 مليون دولار واليمن 211 مليون دولار ومصر 453 مليون دولار والسودان 333 مليون دولار وتونس 410 ملايين دولار. ويشار إلى أن الصندوق السعودي للتنمية تولى تقديم ما يقدر بـ12% من المعونات السعودية الكلية على هيئة قروض بمتوسط سعر فائدة تتراوح ما بين 1 و2 بالمائة بفترة سداد تصل إلى 50 سنة وفترة سماح 10 سنوات.
 
وتتراوح نسبة قروض الصندوق السعودي ما بين 35 – 59% بأعلى نسبة منح على مستوى العالم من بين مقدمي القروض الانمائية مقارنة بالمؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي. وتقدم السعودية مساعداتها في شكل مساعدات إنسانية وإنمائية ومنح تصل الى 78% من إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية السعودية مسجلة زيادة بالغة في العام 2014 نظرا للأوضاع الإقليمية والعالمية.