عملة "بيتكوين" الافتراضية

لم يتأكد الخبراء بعد من إمكان احتلال عملة "بيتكوين" الافتراضية مكانة متينة في عالم الدفع الإلكتروني المحلي. ورغم أنها العملة الافتراضية المشفرة الأولى عالميا، فإن أوضاعها تتقلب سريعًا؛ ما يعرّضها لعدم استقرار يقلق المستثمرين الدوليين.

لكن ذلك لم يمنع كانتون "زوغ" السويسري المعروف بنظامه الضريبي الأفضل وبُحيرته الجميلة اعتماد هذه العملة، ليكون الأول في سويسرا وأوروبا. وستُستخدم عملة "بيتكوين" لدفع الرسوم البلدية حصرًا، في المرحلة الأولى، على أن يسري اعتمادها رسميا في هذا الكانتون بدءًا من تموز/يوليو المقبل. وسيتمكن سكان هذا الكانتون البالغ عددهم 30 ألفًا، من تسوية حساباتهم مع الإدارات الحكومية بالعملة الوطنية والـ "بيتكوين"، شرط ألا تتخطى قيمة المدفوعات عبر العملة الافتراضية سقف 200 فرنك سويسري. وأوضح خبراء في الكانتون أن الدفع عبر الـ"بيتكوين" سيكون اختباريا طيلة السنة، على أن تُتخذ قرارات ترفع سقف الدفع بواسطة هذه العملة استنادًا إلى كيفية التفاعل معها.

وهذه المرة الأولى حول العالم التي يختبر فيها رسميا مدى التفاعل الشعبي مع عملة "بيتكوين". صحيح أن شركات خاصة تبنتها كوسيلة دفع إضافية من بين خيارات الدفع المتطورة، لكن مبادرة دائرة حكومية إلى اعتمادها نوعية جدا. ففي اليابان مثلًا تحاول الحكومة المساواة بين "بيتكوين" والعملات الأجنبية الأخرى، لكن تعترضها صعوبات كثيرة. ولم تنجح الإدارات الحكومية في الولايات المتحدة بعد بتبني هذه العملة الافتراضية بسبب عدم استقرارها في الأسواق الدولية. ولا يستبعد محللون ماليون سويسريون أن تتبنى الإدارات الفيدرالية في كانتون زوغ وخارجه هذه العملة تدريجًا مع عملات رقمية أخرى كوسيلة لدفع الضرائب على غرار العملة الوطنية.

لا شك في أن عملة "بيتكوين" لن تكون موضع اهتمام المستثمرين في سويسرا، بل ستشكل آلية متطورة لدفع الرسوم الضريبية في المرحلة الأولى. ويُرجح اعتمادها مستقبلًا في شراء السلع الغذائية وغيرها. وبدأت مجموعة من الشركات المتخصصة بالتقنيات المالية "فين تك" التي تعتمد على برمجيات خاصة تخولها عرض خدمات مالية عبر الإنترنت، تأسيس مقر لها في كانتون زوغ، ومن بينها "كسابو" و"مونيتاس" و"شايب شيفت".