الوفد التجاري المغرب

كشف الحضور المتنوع للشركات المغربية التي تزور المملكة حاليا ضمن بعثة تجارية، عن وجود نوايا حسنة وجدية متناهية للارتقاء بمبادلات البلدين التجارية لآفاق رحبة، وتؤشر زيارة الوفد التجاري المغربي الذي يضم 13 شركة كبرى من مختلف القطاعات الى وجود رغبة من القطاع الخاص في البلدين باقامة شراكات تجارية واستثمارية والنفاذ الى اسواق جديدة، اذ الاردن بوابة للمغرب لاسواق المنطقة مثلما المغرب بوابة الاردن لدول غرب افريقيا والدول الاوروبية.

وتكتسب الزيارة التي تتم بعد مرور اقل من شهر على اجتماعات اللجنة العليا المشتركة؛ اهمية كبيرة حسبما تم وصفها بالكلمات الافتتاحية ما يتطلب من القطاع الخاص المبادرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتنمية التجارة البينية للوصول للتكامل الاقتصادي في ظل توفر اطر قانونية تدعم تحقيقه، وهناك مجالات للتكامل التجاري بين البلدين والاستفادة من موقع الاردن للدخول لأسواق المنطقة واستفادة الجانب المغربي من اتفاقيات التجارة الحرة التي ترتبط فيها المملكة مع العديد من الدول بالعالم فضلا عن الاستفادة من علاقات المغرب مع الدول الافريقية والاوروبية. ويملك الاردن الذي ينعم بالأمن والاستقرار وسط اقليم ملتهب مقومات عالية يتقدمها حرص ملكي على بناء علاقات متينة مع كل الدول، وموقع جغرافي يؤهل لتكون المملكة بوابة ومركز رئيس للتجارة والخدمات بالمنطقة وبيئة اعمال مدعومة بتشريعات وانظمة عصرية محفزة للنشاط الاقتصادي.

وتعد المملكة وجهة واعدة في المنطقة قادرة على استقطاب الاستثمارات من خلال المزايا والحوافز التي تم توفيرها في إطار سياسة الإصلاح وتحفيز النمو الاقتصادي بالاضافة لارتباطها باتفاقيات تجارية مع مختلف التكتلات الاقتصادية العالمية تمنح المنتجات الوطنية افضلية الوصول لنحو مليار مستهلك. ووصف امين عام وزارة الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي الذي افتتح اللقاء الذي نظمته اليوم الاثنين غرفة تجارة الاردن للبعثة الاقتصادية التجارية المغربية، ارقام التجارة بين البلدين "بالهزيلة جدا" ولا تعكس واقع العلاقات التي تربطهما، ولا الامكانيات، مشددا على ضرورة اعادة تقيمها ومعالجة الخلل فيها.

وحسب ارقام رسمية، بلغت صادرات الاردن الى المغرب خلال العام الماضي نحو 20 مليون دولار مقابل 25 مليون دولار مستوردات، واشار الشمالي الى ان وزارة الصناعة والتجارة في طور تشكيل فريق من القطاعين لاعادة تقييم علاقة المملكة الاقتصادية مع المغرب استجابة لما خلصت اليه اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، مؤكدا وجود مجالات كبيرة للتعاون وبخاصة ان المغرب تشكل بوابة للاردن للوصول الى اسواق غرب افريقيا، مثلما تشكل المملكة فرصة لاستفادة المغرب من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع الولايات المتحدة.

وبين الشمالي ان النقل يعد العقبة الاساسية في تطوير علاقات البلدين التجارية في ظل عدم وجود خطوط ناقلة وتوقف النقل الجوي لعدم وجود خط طيران مباشر او خط بحري لنقل البضائع والمنتجات، داعيا القطاع الخاص للعمل على زيادة مبادلاتهما التجارية لتحفيز الجهات الرسمية لاعادة تشغيل هذه الخطوط مجددا.

وأكد النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن غسان خرفان ان العلاقات المتميزة بين البلدين يجب ان يواكبها ارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية التي ما زالت اقل من المطلوب بالرغم من توفر القواسم المشتركة والفرص الاقتصادية والاطر القانونية، ودعا للبناء على نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت اخيرا بالدار البيضاء وتم خلالها التوقيع على خمس عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم تغطي مختلف مجالات التعاون الثنائي.

وشدد خرفان على دور الجهات الرسمية بالبلدين في ازالة العقبات وتسهيل الاجراءات لضمان قيام القطاع الخاص في البلدين بدوره المامول في تعزيز التبادل التجاري الذي لا يتجاوز ال 45 مليون دولار.

واكد خرفان تنويع قاعدة السلع والمنتجات المتبادلة وتشجيع السياحة والسياحة العلاجية وبخاصة ان الاردن يحتل مركزا مرموقا بهذا المجال، وإقامة المعارض التجارية وتبادل زيارات الوفود الاقتصادية وتنظيم ملتقى استثماري مشترك سنويا، معبرًا عن امله بان تفضي اللقاءات بين شركات الجانبين على مدار يومين الى توقيع شراكات تجارية حقيقية تكون بداية الطريق للانطلاق بعلاقات البلدين الاقتصادية الى آفاق ارحب لتحقيق الأهداف والطموحات المشتركة، كما تحدث خلال اللقاء السفير المغربي لدى المملكة لحسن عبدالخالق، ورئيس الوفد المغربي محمد شهوب، حيث عبرا عن اعتزازهما بالعلاقات التي تربط البلدين الشقيقين وحرص بلادهما على تعزيزها على مستوى الفاعلين بالقطاع الخاص، واشارا الى ان البلدين الشقيقين يعولان كثيرا على مؤسسات القطاع الخاص للارتقاء بمستوى التبادلات التجارية والبناء على النتائج المهمة التي انبثقت عن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، مؤكدين ان زيارة الوفد التجاري للاردن يمثل مضمونا اقتصاديا قويا يمكن البناء عليه بالمستقبل القريب، وشددا على الدور الذي يمكن ان يقوم به القطاع الخاص في جانب معالجة العقبات والتحديات التي تواجه علاقات البلدين التجارية والاستفادة من الاطر القانونية التي تجمعهما من خلال اتفاقيات التبادل الحر بين الجانبين، واتفاقية (اغادير) التي تجمع كذلك مصر وتونس، بالاضافة لاتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.

وتم خلال جلسة الافتتاح تقديم عرض عن فرص الاستثمار بالاردن، واخر حول الاقتصاد المغربي وفرص الاستثمار والشراكة المتاحة، بالاضافة لعرض عن مزايا اتفاقية (اغادير)، تبعها لقاءات ثنائية بين شركات البلدين ستستمر على مدى يومين.

ويضم الوفد التجاري المغربي العديد من القطاعات منها الأحذية والملابس والمنتجات الغذائية من ومواد التجميل الطبيعية ومستلزمات الكهرباء والكابلات والمولدات والمحولات والاكسسوارات والأسمدة والتقنيات الحديثة للاتصال وحماية البيانات الرقمية وقطاع الاستشارات.