الأسواق التضامنية

تمكّنت الأسواق التضامنية التّي تحمل تسميات متعدّدة أبرزها "لنستهلك جزائري" أو "السوق التضامني" من استدراج آلاف الجزائريين إلى التسوق بعد ساعات قليلة من افتتاحها لتوفّر المنتجات المحلية بأسعار معقولة وتناسب كثيرًا ذوي الدخل المحدود، وقد شهدت الأسواق التي تم تنصيبها على مستوى البلديات التابعة لمحافظة الجزائر العاصمة إقبالًا كبيرًا رغم درجة الحرارة المرتفعة حيث لم تمنع أشعة الشمس الحارقة ربّات البيوت من ارتياد هذا الفضاء للبحث عمّا يناسب احتياجاتهن بأسعار تنافسية مغرية.

وتجول "العرب اليوم" في السوق التضامنية في يومه الثالث وعند الساعة الثانية من بعد الظهر، لترافق المستهلكين وترصد انطباعاتهم وانطباعات التجار، يقع هذا السوق في بلدية الرويبة وهي مدينة جزائرية تابعة لمحافظة الجزائر العاصمة وهي أهم منطقة من مناطقها لمكانتها الاقتصادية حيث تضم أكبر منطقة صناعية، ورغم التواجد الأمني المكّثف أمام مدخل السوق التضامني الذي يحمل شعار "لنستهلك كل ما هو جزائري" إلّا أن المكان يعج بالمواطنين الجزائريين الذين فرّوا من غلاء الأسعار في الأسواق الشعبية لاقتناء ما يلزمهم من مواد غذائية تفي بالغرض المطلوب خلال شهر رمضان المبارك.

وتشكل المنتجات المحلّية أبرز المواد المعروضة في السوق التضامنية كالمواد الأساسية من زبدة وسمن إضافة إلى الدقيق والأجبان التّي أخذت حيّزًا كبيرًا من المنتجات المعروضة وأيضا الكسكس والقهوة والبن،وتمكن القسم المخصّص للخضار والفواكه من استدراج المواطنين الجزائريين بالنظر إلى تنوّع المنتجات المعروضة حيث عبّر البعض عن إعجابه بعرض الخضار المنتجة محليًا لأنها تعتبر جديدة بالنسبة لهم وغير متوفّرة بكثرة في الأسواق الشعبية كالطماطم الكرزية والثوم المقشّر وغيرها من المنتجات، ولم ينسَ السوق تخصيص قسمًا للأواني بأسعار مخفّضة جدًا مقارنة بالأسواق الشعبية وقد شهد هذا القسم إقبالًأ نسائيًا كبيرًا.

وأطلقت وزارة التجارة الجزائرية هذه الأسواق التضامنية لكسر الاحتكار والمضاربة بالأسعار في الأسواق الشعبية وتأمل من ورائها التحكّم في الأسواق المحلّية، وتندرج هذه الخطوة في إطار تشجيع المنتَج الوطني وتعزيز مكانته للوصول إلى اقتصاد منتِج يكون بديلا للاقتصاد الذّي يعتمد على المحروقات، وتعزيز ثقافة استهلاك المنتج المحلي لدى المستهلك الجزائري.