المساحات الخضراء

عادت الحياة الطبيعية العادية إلى مجراها، منذ بداية الأسبوع الحالي في مدينة قسنطينة، كما في عديد الولايات، حيث كسر المواطنون إناثا وذكورا، بكل فئاتهم العُمرية الحجر الصحي، سواء مع ارتفاع درجة الحرارة التي ميزت المدينة في الأسبوع الأخير، أو مع الغيوم وبعض زخات المطر التي عرفتها المدينة نهار أمس الاثنين.

في قلب المدينة، عاد زحام السيارات بشكل كبير، مع فتح غالبية المحلات التجارية أبوابها، إضافة إلى ظهور مزيد من التجار الفوضويين الذين يبيعون كل شيء، وسمحت الكثير من المحلات التي تبيع أدوات التنظيف إضافة إلى الأواني المنزلية، للنساء من التسوق التقليدي لمختلف المواعين، استعدادا لشهر رمضان، كما أن الكثير من المخابز عادت لتحضير المرطبات والبيتزا، وعاد الناس لتناول هذه الأطعمة كما في السابق داخل المحلات.

أما في الأسواق المغطاة والمنتشرة في الهواء الطلق، فإن تواجد الناس فيها وبقوة إلى درجة الزحام، كسر نهائيا التباعد الاجتماعي الذي نصحت به منظمة الصحة العالمية، وتطبقه كل دول العالم، بما فيها المتواجدة في مراكز دون الانتشار الذي تعرفه الجزائر، وقسنطينة التي قفزت أرقامها الرسمية إلى ما فوق أربعين حالة مؤكدة، منتشرة في غالبية الأحياء مثل سيدي مبروك و20 أوت وزواغي وبمختلف البلديات مثل حامة بوزيان وعين اسمارة وديدوش مراد، إضافة إلى رقم خمس وفيات التي سجلتها الولاية منذ ظهور الوباء.

وفي غياب أي دور للجمعيات المحلية وللأئمة وللأسرة التربوية، وحتى للسلطات، في التوعية والتدخل لفض هذه التجمعات السكانية التي كسرت نهائيا الحجر الصحي في ساعات النهار، أعاده الكثيرون إلى قناعة الناس بأن الوباء تراجع، بسبب بعض الاستقرار الذي تعرفه أرقام الإصابات والوفيات في الجزائر المعلن عنها مساء كل يوم، وقناعتهم أيضا بأن الوباء سيصبح من الماضي قبل نهاية شهر رمضان، إضافة إلى بعض التفاؤل الذي عرفته بلدان متوسطية مثل إسبانيا وإيطاليا التي تراجعت أرقامها ببطء، وبدأ فيها الحديث عن عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي قبل انقضاء شهر ماي القادم.

مشاهد كسر الحجر الصحي تشاهد في كل الأحياء، وحتى النساء تواجدن بقوة في الشوارع والأسواق، كما احتل الأطفال مساحات اللعب، وكانت المساحات الخضراء التي استعادت حشيشها وزهورها، في كل الولاية مثل جبل الوحش والمريج والبعراوية وعين الباي قد شهدت يوم الأحد توافدا قياسيا للعائلات، لا يوحي أبدا بأننا نعيش في زمن كورونا، وشدّ آخرون رحالهم إلى شواطئ البحر في القل وسكيكدة وجيجل ومارسوا الاصطياف في الربيع وفي كورونا.

أما القليلون من الذين مازالوا متمسكين بالحجر الصحي، فلم يجدوا غير الاستغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعين إلى الالتزام، بما أن مخاطر الوباء مازالت قائمة، ولا أحد بإمكانه قراءة مستقبل الوباء في الجزائر، ولا توجد تطمينات لحد الآن من الجهات الرسمية، وكل التفاؤل القادم من جنوب أوروبا ما حدث إلا بالتطبيق الصارم للحجر الصحي، ولم يعد معنى لغلق المدارس والمساجد والملاعب وبعض المتاجر وسط هذا الانفلات “الصحي” الذي تعرفه ولاية قسنطينة بجميعبلدياتها.

قد يهمك ايضا :

النازحون السوريون يبدأون مرحلة عملية جديدة في أسواق مدينة "مالمـو" السويدية

تخصيص 1.36 مليار دينار لتهيئة الغابات وحملات التشجير