صندوق النقد الدولي

توقّع صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، انخفاضًا في النمو وعجزًا مزمنًا في موازنة البلدان المصدرة للنفط، خاصة مع بقاء أسعار النفط بحدود 50 -60 دولار للبرميل الواحد، وأكّد الصندوق في تقرير خلال فعالية أقيمت في مراكش في المغرب بشأن آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إأريقيا وأفغانستان وباكستان، أنّه '"من المتوقع أن يصل انخفاض النمو الكلي إلى نهايته في البلدان المصدرة للنفط عند مستوى 1.7% عام 2017، بسبب انخفاض إنتاج النفط وفقًا للاتفاق الذي تقوده منظمة أوبك، كما أنّه من المتوقع أن يتعافى النمو غير النفطي مسجلًا 2.6% تقريبًا في 2017 مع اعتماد وتيرة أبطأ في تخفيض عجز الموازنة"، مضيفًا أنّه "بالرغم من التقدّم الذي تحقق بالفعل، فقد أدت أسعار النفط المنخفضة إلى استمرار عجز المالية العامة الكبير في كثير من البلدان المصدرة للنفط، ما يبرز الحاجة إلى مواصلة التركيز على تخفيض العجز".

وأشار التقرير إلى أنّ "عجز الموازنة في البلدان المصدرة للنفط قفز إلى 10.6% من إجمالي الناتج المحلي في 2016، صعودًا من 1.1% من إجمالي الناتج المحلي في 2014"، متوقعًا أن "تنخفض هذه النسبة إلى النصف في العام الحالي بفضل الارتفاع المحدود في أسعار النفط والجهود الكبيرة المبذولة لتخفيض العجز".

وتراجعت أسعار النفط، الثلاثاء، مع قيام المتعاملين بالبيع لجني الأرباح إثر مكاسب استمرت لأيام ومع انحسار توقعات ارتفاع السوق التي دفعت خام برنت فوق الستين دولارًا للبرميل، بفعل احتمالات زيادة الصادرات الأميركية، وأفاد المتعاملون أنّ برنت تأثر أيضًا بخطوة العراق لزيادة صادرات النفط من موانئ الجنوب 220 ألف برميل يوميًا إلى 3.45 مليون برميل يوميًا من أجل تعويض التعطيلات في إمدادات حقول كركوك الشمالية، حيث سجّلت العقود الآجلة لخام برنت عند الساعة 0540 بتوقيت غرينتش، انخفاضًا بقيمة 14 سنتًا بما يعادل 0.2% عن التسوية السابقة لتسجل 60.76 دولار للبرميل، لكنها تظل غير بعيدة عن أعلى مستوياتها منذ شهر تموز/يوليو 2015 الذي سجلته في وقت سابق من الأسبوع ومرتفعة نحو 37% عن أدنى مستويات 2017 المسجل في شهر حزيران/يونيو الماضي.

وانخفض الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 11 سنتًا عن الإغلاق السابق إلى 54.04 دولار للبرميل، لكن ذلك يظل قرب أعلى مستوى منذ شهر شباط/فبراير ومرتفعًا نحو 28% منذ أدنى مستوى لعام 2017 المسجل في شهر حزيران/يونيو.

وقال المتعاملون إنّ هناك بيعًا لجني الأرباح بعد ارتفاع أسعار الخام نحو 5% في شهر تشرين أول/أكتوبر، لكن الثقة ما زالت تهيمن على السوق رغم تراجعات يوم الثلاثاء بفضل الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وروسيا لحجب نحو 1.8 مليون برميل يوميًا من إنتاج النفط في مسعى لموازنة الأسواق ودعم الأسعار.