تصدير النفط من إقليم كردستان

ارتفعت معدلات تصدير النفط من إقليم كردستان خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، إلى 40 ألف برميل يوميًا، رغم التهديد بقطع تصدير النفط من الإقليم على خلفية إجراء استفتاء الاستقلال الذي نُظم في 25 من الشهر ذاته، فيما نفى المتحدث باسم حكومة الإقليم، سفين دزيي، الأنباء التي تحدثت عن إيقاف الحكومة التركية واردات بيع نفط إقليم كردستان، لافتًا إلى أن المشترين يدفعون الأموال إلى الإقليم مباشرة، مطمئنًا المواطنين أن تلك الأموال لم يتم إيقافها بأي شكل من الأشكال. 

وتشير آخر بيانات تصدير النفط إلى أن ارتفاع معدلات الإنتاج في العراق وليبيا قلل التزام الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" باتفاقية خفض الإنتاج في شهر أيلول إلى 86%، مقارنة بشهر آب/أغسطس حيث بلغ 89%، إذ أكد تقرير "أوبك" ارتفاع معدل إنتاج النفط في العراق بما فيه إقليم كردستان خلال الشهر الماضي، وأن التوترات التي حدثت عقب إجراء استفتاء استقلال كردستان لم ينجم عنها انخفاض معدلات التصدير في الإقليم، ومع ذلك أدت مخاوف إيقاف تصدير النفط في أنبوب كردستان – جيهان، إلى صعود سعر النفط في الأسواق العالمية ليقارب الـ60 دولارًا للبرميل.

وقال خبير في كوميرز بانك: "لا يلوح في الأفق أي حل سريع لتسوية التوترات الناجمة عن إجراء الاستفتاء، لذا فإن مخاوف قطع نفط كردستان تلقي بظلالها على أسواق النفط وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار لفترة طويلة"، فيما أفاد مصدر في النقل البحري أن ارتفاع تصدير النفط في العراق يعود لارتفاع مستوى التصدير في إقليم كردستان، حيث بلغ 40 ألف برميل يوميًا، في حين استقر مستوى تصدير النفط العراقي على معدلاته السابقة.

ونشرت صحيفة "گونش" التركية، أن أنقرة تقوم عبر خطوات متتالية بفرض عقوبات على إقليم كردستان، لافتة إلى أنها قررت أن تتعامل مع الحكومة العراقية فقط، موضحة أن أنقرة قامت بإيقاف إرسال أموال بيع نفط إقليم كردستان إلى أربيل.

وبهذا الصدد، أكد المتحدث باسم حكومة الإقليم، في تصريح صحافي ، أن إيرادات بيع النفط الكردستاني تستلم من الشركات التي يذهب النفط إليها وبعدها تصل المبالغ إلى الإقليم، موضحًا أن الاأموال لا ترسل من تركيا إلى الإقليم منذ مدة حتى تقوم بإيقافها اليوم، مشيرًا إلى أن المشترين يسلمون الأموال إلى حكومة الإقليم مباشرة، لافتًا إلى أنه يطمئن المواطنين أن إيرادت بيع النفط لم يتم إيقافها بأي شكل من الأشكال، مبينًا أن الأنباء التي تحدثت عن هذا الأمر غير صحيحة.

وفي وقت أثار رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، السبت، قضية تسلم الحكومة المركزية في بغداد لإيرادات حقول النفط في كردستان، قائلًا "إن الأموال ستستخدم في دفع رواتب الموظفين المدنيين الكرد، مضيفًا عبر "تويتر": "الحكومة الاتحادية مستعدة للسيطرة على عائدات النفط لدفع رواتب موظفي إقليم كردستان كاملة".

ومن غير الواضح ما إذا كان لحكومة بغداد القدرة على السيطرة على إيرادات النفط في إقليم كردستان الذي احتفظ لنفسه على مدى أعوام بالإيرادات ودفع الرواتب، وكان قد قال العبادي يوم الخميس الماضي، إن تركيا أبلغت العراق بأنها ستتعامل فقط مع حكومته فيما يتعلق بصادرات النفط الخام، ويجري تصدير النفط الخام الكردي إلى أسواق العالم من خلال خط أنابيب تصل إلى الساحل التركي على البحر المتوسط.