تبادل الاتهامات بين كبار المسؤولين على خلفية ملف النفط

بيروت – جورج شاهين تبادل كبار المسؤولين في "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه العماد ميشال عون وحركة "أمل" التي يديرها رئيس مجلس النواب نبيه بري الاتهامات، على خلفية ملف النفط والتأخير في إقرار المراسيم الخاصة بتلزيم عمليات الحفر في البلوكات النفطية العشرة في المياه الإقليمية اللبنانية، بما فيها تلك القريبة من حقول الغاز الإسرائيلية. وبعد اتهام وزير الطاقة جبران باسيل لحركة أمل، دون أن يسميها بالسعي إلى تقاسم البلوكات النفطية، رد وزير الصحة علي حسن خليل على باسيل نيابة عن الرئيس بري، فاتهمه بتأجيل تلزيم البلوكات القريبة من الحدود الإسرائيلية بالإذعان إلى الخارج لحماية المصالح الإسرائيلية. وهكذا تجدد الجدل بين الطريفين اللذين سادت علاقات غير ودية، بينهما فاعتبرت العلاقات بين حزب التيار وحليف حليفه "حركة أمل" لتلازم مواقفها وحزب الله حليف عون الاستراتيجي.
ورد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، الأحد، على وزير الطاقة جبران باسيل، بالقول: إن الأخير يعتقد أنه بتكرار كلام مغلوط ومشوش، يستطيع أن يقلب الحقائق أمام الرأي العام".
وأضاف خليل، في تصريح "نحن لم نصدق كثيرا، لاعتقادنا أن مكان النقاش في مجلس الوزراء، الذي دعونا إلى انعقاده، ولنا فيه كلام كثير. ولكن المضحك أن يصدق باسيل أن باستطاعته تصنيف المواقف الوطنية بشأن قضية النفط، فمن يدعي المصلحة الوطنية، لا يؤجل فتح البلوكات الحدودية مع إسرائيل لأهداف وغايات وإشارات من بعض الخارج. ومن يدعي المصلحة الوطنية لا يشطب من البلوكات المختارة في البحر على الحدود البرية أقصى الشمال وأقصى الجنوب، لغايات سيدفعنا الوزير باسيل للكلام عنها لاحقا". وتابع: يصدق الوزير باسيل نفسه أنه صاحب مشروع النفط، ونسي أنه لم يستطع أن يحول مشروع القانون إلى المجلس النيابي، فبادرنا إلى طرحه باقتراح قانون عمل الرئيس نبيه بري في ظروف استثنائية، لإنجازه في اللجان المشتركة وإقراره". وأكد "نحن نريد النفط في لبنان كله، وللبنانيين كلهم، وفي البترون المنطقة العزيزة، ولكن ليس بشروط البدء من حدائق المنازل".
وتابع قائلا: إن باسيل يعرف أن فتح البلوكات ليس تلزيما، ولهذا عليه أن يستمع جيدا إلى آراء الخبراء، وليس أصحاب المصالح من الشركات. أما كلام المداورة في الهيئة، فهو من ابتداع الرئيس نبيه بري عندما وصلنا في النقاش إلى حدود نزع أدوار البعض لصالح السيطرة والتحكم ذاته ومصادرة حقوق الآخرين". وختم، قائلا: لنا كلام طويل مع باسيل، ولا يظنن أحد أن باستطاعته بالصوت العالي أن يغير موقعنا التاريخي في الدفاع عن أرض ومياه ونفط لبنان".
وكان الوزير باسيل قد اتهم بري بالسعي إلى الاستئثار بنفط الجنوب وقال في خلال حفل تدشين الإنارة على الطاقة الشمسية في ميناء البترون: لا نستطيع التنقيب عن النفط في البر، فهناك من يمنعنا من ذلك في كل مرة، متسائلاً: هل يُلزّم أحد التنقيب عن نفطه مرة واحدة؟ وماذا تكون النية إذا استخرجنا جميع ثروتنا دفعة واحدة. إنهم يريدوننا العمل بخلاف العقل والمنطق والتفكير الوطني المحض". وتابع: إذا حفرنا في البترون فإن النفط سيكون للبنان كله، وإذا حفرنا في الجنوب، فسيكون أيضا للبنان كله، داعيا إلى "عدم تطييف النفط. هذا وشكلنا هيئة إدارة قطاع النفط بالمداورة فإن نفط لبنان سيكون لجميع طوائف لبنان ومناطقه ولا يستطيع أحد القول إن هذا الموضوع له، مهما كان له الفضل فيه".