بغداد - نجلاء الطائي
أكد مصدر في مطار البصرة الأربعاء، أن مئات العاملين الأجانب في حقول النفط بدأوا في مغادرة البلاد على خلفية ضرب سكان غاضبين عاملا أجنبيا قبل يومين بسبب خلاف بشأن طقس ديني، موضحًا أن الطلب على الرحلات الجوية تضاعف عدة مرات ما اضطر الشركات إلى استئجار رحلات خاصة.
وكان سكان غاضبون انهالوا بالضرب على عامل بريطاني في حقل الرميلة، بعد اتهامه بإنزال راية الإمام الحسين التي تنتشر في عموم البلاد خلال احياء طقوس عاشوراء الدينية،
واحتجزت قوات الأمن العامل الذي ظهر في مقطع فيديو تداوله مستخدمو "الفيسبوك"، وهو يتعرض إلى ضرب مبرح من مجموعة أشخاص.
وأوضح المصدر الذي تتولى شركته تنظيم الرحلات الجوية لخبراء النفط الأجانب في البصرة، أن خمس طائرات خاصة دخلت في جدول الرحلات منذ الصباح، وهناك طائرة تابعة للخطوط القطرية امتلأت بالمسافرين على غير العادة وكلهم تقريبا خبراء أجانب.
وذكر المصدر أن الأمر يشبه "إضرابا عن العمل" ينفذه الخبراء، كما أن الشركات الأمنية نصحت مديرين في عدة شركات روسية وبريطانية بمغادرة العراق فورًا.
وقال "هناك من يشيع أن الموقف يمكن أن يتطور، ويتوقع هجمات تطال مكاتب للشركات الأجنبية الموجودة في فنادق أو منشآت شمالي البصرة".
وذكر شهود عيان أن سيارات تنقل الخبراء الأجانب على طريق المطار، شوهدت وهي ترفع رايات خاصة بطقوس عاشوراء، بغية تهدئة الغضب الذي تسببت به الحادثة، لكنهمأشاروا في الوقت نفسه إلى وجود رأي عام شعبي يطالب الحكومة بتوفير الأمن للخبراء الأجانب وتطويق الحادث واعتباره "حادثا معزولا"، وأن شريحة واسعة من البصريين بدأوا يتبادلون مخاوف من تضرر القطاع النفطي الذي تبني عليه المدينة آمالا كبيرة لتجاوز واقع متهالك ورثته من ٣ حروب طاحنة خاضها العراق منذ الثمانينات.
وأكدت إدارة محافظة البصرة، الثلاثاء، أن المقدسات تشكل "خطًا أحمر لا يسمح بالتجاوز" عليه من أي جهة كانت، مثلما "لا يسمح العبث أو الإضرار" بالمنشآت النفطية حفاظاً على اقتصاد البلاد، مبينة أنها شكلت خلية أزمة لمتابعة الأحداث التي شهدها حقل الرميلة النفطي.
جاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد في ديوان المحافظة، الأربعاء، بمشاركة المحافظ، ماجد النصراوي، وقائد العلميات ومدير حماية المنشآت النفطية ومدير شركة نفط الجنوب وأعضاء من مجلس المحافظة، لمتابعة تداعيات أزمة حقل الرميلة النفطي.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، جبار عبد علي الساعدي، إن "الاجتماع كرس للمشكلة التي جرت في حقل الرميلة النفطي، وسبل إنهاء النزاعات وحلها وضمان عدم تكرارها من خلال تشكيل خلية أزمة لمتابعة الموضوع"، مشيراً إلى أن هنالك "مواطنين يطالبون برد الاعتبار لما تعرضت لهم مقدساتهم فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالشركة من جراء التظاهرات".