الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
أكَّد الرَّئيس السّودانيّ عمر البشير أنّ تنفيذ مبادرته التي طُرحت أمام قمّة الرّياض العربيّة، والتي تهدف إلى توفير الأمن الغذائيّ العربيّ ضرورة ملحّة، وذكر أنّ توفير الغذاء العربيّ يعتبر تحدِّياً حقيقيًّا يواجه الوطن العربي حاليًّا وفي المستقبل.
وأوضح في كلمته أمام الجلسة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، مساء الأحد في الخرطوم،
أن الدول العربية أصبحت أكبر مستورد للحبوب، حيث تستورد ثلث احتباجاتها من الحبوب واللحوم والألبان من الخارج، مضيفاً أن الأزمة الغذائية استفحلت في وقت يزداد فيه عدد السكان، وتتضاعف فيه أعباء استيراد المواد الغذائية.
كما استعرض الرَّئيس السّودانيّ، أسباب أزمة الغذاء، مؤكداً أن الزراعة ستظل المورد الذي لا ينضب، والوسيلة الأسرع للتنمية، والمحرك لبقية القطاعات، كما أنها تخلق فرص العمل لآلاف الشباب، وتحارب الفقر.
وأكّد أن توفير الغذاء يحتاج إلى عمل وتعاون مشترك، مشيراً إلى إمكانية توظيف جزء من عائدات النفط العربية للاستثمار الزراعي، والتعاون في توفير صناعة الآليات والخدمات الزراعية، والمساهمة بالخبرات لسد الفجوة الغذائية، مشيداً بالعون الذي قدمته مؤسسات التمويل والصناديق العربية لبلاده، وأسهمت بذلك في إكمال مشروعات عملاقة، مثل سد مروي وتعلية خزان الروصيرص، وسدي أعلى عطبرة وستيت، وذكر أن هذه المشروعات، وفّرت الطاقة الكهربائية، وضاعفت من المساحات الصالحة للزراعة، مشيراً إلى أن بلاده حققت الاكتفاء الذاتيّ من بعض السلع، رغم العقبات التي واجهتها، ووصف التجربة بالناجحة، مضيفاً أنه تم التغلب على العناصر السالبة للتنمية، من خلل وحروب ونزاعات أدت إلى النزوح من الريف إلى المدن.
وأشار إلى أن حكومتة دعمت العمل الزراعي بتوفر الإرادة السياسية، مؤكداً أن السّودان قادر على توفير الغذاء العربي، لما يملكه من خبرات، مشيراً إلى بريطانيا عندما استعمرت بلاده، بادرت بإنشاء أكبر مشروع زراعي في القارة، عرف بمشروع الجزيرة، بمساحة قدرها مليون فدان وملأت خزائنها من عائداته، وتطور المشروع في العهد الوطني إلى 2 مليون فدان، كما أن القادة العرب اعترفوا بقدرات السّودان في العام 1973م، واتفقوا على إنشاء هيئات عربية استثمارية فيه، وتعهدوا بتوفير الضمانات، ومطلوبات تحقيق أهداف مباردته، التي قُبلت في قمة الرياض العربية الأخيرة، واستعرض خطط وسياسات بلاده لتشجيع وضمان الاستثمار، وإزالتها للعقبات، وحثّ القطاع الخاص العربي، ومؤسسات الاستثمار العربية على مضاعفة استثمارتها، والاستفادة من كل فرص الاستثمار المتاحة.
من ناحيته أشاد الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي بالمبادرة التي أطلقها الرَّئيس البشير، لتشجيع الاستثمارالعربي لسدّ الفجوة، وتحقيق الأمن الغذائي العربي، وأكّد أنه يرجو أن يصبح الحلم الذي ظل يراودنا لسنوات حقيقة تلبي وتحقق تطلعات الشعوب العربية، مشيراً إلى أن العمل العربي، هو الطريق لتحقيق التنمية، مضيفاً أن الوقت قد حان لتنفيذ شعار السّودان سلة غذاء العالم إلى حقيقة، حيث يمتلك السّودان أكثر من 40 مليون فدان، صالحة للعمل الزراعي، ومناخ متنوع وبيئة غنية بالمياه، وقال
وأوضح العربي أن على الرغم من الثروات والخبرات في الوطن العربي فما زالت الفجوة تتسع، وتكلفة الاستيراد تتضاعف، وذكر أن الفجوة قُدرت في العام 2012م بـ 35 مليار دولار لتصبح مهددة للأمن القومي العربي.
وأضاف أنه لا يجب السماح باستمرار الفجوة، وتركها دون علاج، خصوصاً أن الأزمات العالميّة، بما فيها التغيرات المناخية، واستخدام المحاصيل للوقود الحيويّ كلها عوامل من شأنها زيادة أزمة الغذاء عالميًّا، وطالب بتحقيق نقلة نوعيّة في التنمية الزراعية، وتشجيع الاستثمارات الزراعية وتعزيز التبادل التجاريّ العربي مع الجوارالأفريقي، وحماية الأراضي، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في المستقبل.