تونس الأولى عربيًا في استهلاك المواد الكحولية

ارتفع الاستهلاك السنوي للبيرة في تونس، من 350 ألف هكتو لتر عام 2011 إلى 1.3 مليون عام 2016، أي بنسبة ارتفاع تصل إلى 520 في المائة، وفيما يتعلق بموضوع  استهلاك المواد الكحولية، فقد احتلت تونس المرتبة الأولى عربيًا في استهلاك  المشروبات الكحولية، وفقًا للإحصائيات الرسمية التي نشرتها منظمة الصحة العالمية.

ويستهلك التونسي، وفق تلك الإحصائيات، ضعف ما يستهلكه الألماني من مشروبات كحولية، وخلاف المتعارف عليه، يأتي الروس والألمان خلف الكثير من الجنسيات الأخرى المسلمة من حيث استهلاك الخمور، مثل الأفارقة والإيرانيين، ويتقدم اللائحة المواطن التشادي بمعدل نحو 34 لترًا في العام، فيما لا يتجاوز معدل استهلاك الألماني 14.7 لترًا في العام.

وتتقدم الدول الأفريقية اللائحة، حيث تصل النسبة في تشاد 33.9 لترًا، وغامبيا 30.9 لترًا، ومالي 29.3 لترًا، وناميبيا 27.7 لترًا، ويتقدم كل من المواطن الهندي بمعدل 28.7 لترًا، وكذلك الإيراني 24.8 لترًا، فيما سجل المواطن الروسي معدل 22.3 لترًا.

مليوني قارورة سنويًا أما بالنسبة إلى الدول العربية، واستنادًا لآخر تقرير من منظمة الصحة العالمية، فقد جاء الترتيب على أن تونس والإمارات العربية المتحدة يحتلان المرتبة الأولى، ويبلغ معدل استهلاك الكحول لكل ساكن في الإمارات العربية المتحدة 32.8 في المائة، لكن التقرير يشير إلى أن الغالبية القصوى من السكان هم من الأجانب المهاجرين، وأن نسبة كبيرة منهم من غير المسلمين.

بينما في تونس، التي لا تتجاوز فيها نسبة المهاجرين 2 في المائة، فيبلغ معدل استهلاك الفرد 26.2 لترًا، ما يجعل التونسي متقدمًا على جميع جيرانه بمن فيهم الأوروبيون مثل الفرنسيين والإيطاليين والإسبان وحتى الروس والألمان، ويستهلك التونسيون يوميا نحو نصف مليون قارورة وعلبة جعة بأنواعها الخمسة المتوفرة في السوق وفي المطاعم والنزل والحانات، و200 مليون قارورة خمرة سنويًا ليتصدروا المرتبة الخامسة عالميًا مقارنة بعدد السكان، أما عدد المستهلكين فبلغ بحسب الغرفة الوطنية لمنتجي وموزّعي المواد الكحولية التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أكثر من مليوني مستهلك.

وتبلغ قيمة قارورة الجعة في الأماكن الفاخرة تسعة دنانير "4 دولار"، في حين تصل قارورة الخمر إلى 80 دينارًا "38 دولار"، أما قوارير الويسكي فتتراوح أثمانها بين 250 و500 دينار "120 و250 دولار" للقارورة.

وكشفت دراسة حديثة، أن الذكور يستهلكون البيرة في تونس أكثر من الإناث، وأن معدل استهلاك "الكحول" للفرد الواحد من "مجموع المستهلكين" يصل إلى 3 لترات في العام، وأغلب التونسيين يحبذون شرب البيرة بنسبة 68 في المائة، والنبيذ بنسبة 28 في المائة، والمشروبات الكحولية القوية "مثل الويسكي" بنسبة 4 في المائة، وفقًا للدراسة.

وبشأن الدافع الذي يجعل التونسيين يحتلون مراتب متقدمة في استهلاك الجعة والخمور، أكدت باحثة علم الاجتماع، فتحية السعيدي، أن الأفراد يلجؤون لمعالجة توتراتهم كل حسب أسلوبه وإمكانياتهم واتجاهاتهم، مضيفة "نجد عددًا من الشباب يلجا لشرب الخمر لمعالجة توتراته والتخفيف من الضغوطات التي يعيشها والبحث عن البهجة، مثلما نجد عددًا آخر منهم ينكمش على نفسه ويعتكف ويمكن أن يتجه إلى جماعات متطرفة".