لندن - ماريا طبراني
إمتنع أغلب المستشارين البارزين لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من رجال الأعمال عن التوقيع على وثيقة الحملة المؤيدة للبقاء في الإتحاد الأوروبي خلال الدعوة لإجراء تصويت داخلي على الإستفتاء، حيث لم تُضَف أسماء تسعة من بين عشرين عضوًا في فريقه الإستشاري في مجال الأعمال الذي يقدِّم لرئيس الوزراء المشورة في القضايا الإقتصادية الشائكة التي تواجهها بريطانيـا.
ويضم الفريق مسؤولين تنفيذيين من بنك "سانتاندر" Santander ، شركة خدمات مالية قانونية وعامة، محاسبين في إرنست ويونغ Ernst & Young إضافةً إلى شركة للأوراق المالية. وذكر المتشككون بأن عدم الإشتراك في التوقيع من جانب فريق الخبراء من رجال الأعمال للسيد كاميرون يدعم قضيتهم بإزدهار بريطانيـا في حال إتجه التصويت على الإستفتاء لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي.
وأوضح الناطق بإسم عدد من المسؤولين التنفيذيين بأن عدم إشتراك رجال الأعمال البارزين في التوقيع على الوثيقة، يرجع إلى عدم إتخاذ شركاتهم موقفاً رسمياً بشأن الإستفتاء. وكانت الوثيقة التي تم تنظيمها من جانب "بريطانيـا أقوى في أوروبـا Britain Stronger In Europe " وجرى نشرها في صحيفة "التايمز" يوم الأربعاء قد وقع عليها حوالي 1,285 رجل أعمال بارز بمن فيهم مسؤولين تنفيذيون داخل 51 شركة بريطانية في بورصة لندن.
وتدخل الشركات البريطانية في مرحلة عدم اليقين، وإنخفاض حجم التبادل التجاري مع أوروبـا، فضلاً عن قلة فرص العمل وفق ما تضمنته الوثيقة. ومن بين هؤلاء الموقعين كان السير ريتشارد برانسون من شركة "فيرجن" Virgin وكذلك قطب الإعلام مايكل بلومبرغ. كما تضمنت قائمة الموقعين سياسيين على صلة بحزب "المحافظين" بمن فيهم البارونة مون من رجال الأعمال البارزين في الحكومة ممن أسسوا إمبراطورية Ultimo للملابس الداخلية النسائية، وكذلك النجمة الصاعدة البارونة برادي.
ومع ذلك شهدت القائمة غياب ما يقرب من نصف الأعضاء في المجموعة الإستشارية لرئيس الوزراء في مجال الأعمال، والتي تتقابل مع السيد كاميرون و كبار الوزراء أربع مرات على مدار العام. ووفقاً لموقع الحكومة الإلكتروني، فإن المجموعة تدعم إحدى الندوات لمناقشة المخاوف والأولويات التي تواجه الإقتصاد بشكلٍ عام، والقطاعات ذات الأهمية الإستراتيجية على وجه الخصوص.
ولم يوقع على الوثيقة نيغل ويلسون المدير التنفيذي لشركة الخدمات المالية القانونية والعامة، و روبرت نويل الرئيس التنفيذي لشركة "لاند Land " للأوراق المالية، إضافةً إلى جيف فيربورن الرئيس التنفيذي لشركة "برسيمون" Persimmon و ستيف فارلي رئيس شركة EY وسيمون سيغارز الرئيس التنفيذي لشركة ARM وستيف وادي الرئيس التنفيذي لشركة QinetiQ وليف غارفيلد الرئيس التنفيذي لشركة "سيفرن ترنت" Severn Trent و آنا بوتن رئيسة بنك Santander فضلاً عن جاك ما المؤسس و الرئيس التنفيذي لمجموعة "علي بابـا" Alibaba Group.
وقال ستيف بيكر النائب عن حزب "المحافظين" الذي يؤيد خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي، بأن الجهود الحثيثة لحملة تأييد البقاء لم تفلح سوى في جمع نصف عدد التوقيعات من جانب مستشاري رئيس الوزراء، وهو ما يؤكد على أن الخروج هو السبيل الأقوى. حيث يعلم كبار رجال الأعمال بأن إزدهار بريطانيـا يأتي بالخروج من الإتحاد الأوروبي كما إعتاد رئيس الوزراء القول.
وعن السبب وراء عدم توقيع المسؤولين التنفيذيين على الوثيقة، فقد أكد الناطق باسمهم في تصريحٍ له بأن البعض يشير إلى إتخاذ شركاتهم قرارًا بالبقاء على الحياد في الإستفتاء، في حين لم ترد إجابة من البعض الآخر قبل القيام بالنشر.
أما المتحدث بإسم برسيمون Persimmon فقال بأن مجلس الشركة قرر الإلتزام بوجهة نظر محايدة من الاستفتاء، وهو ما نتج عنه عدم توقيع أي من أعضاء مجلس الإدارة على الوثيقة. بينما ذكر الناطق بإسم شركة لاند Land للأوراق المالية بأن روبرت كان واضحاً بشأن التأثير السلبي على سوق العقارات في حال إتجهت نتيجة التصويت إلى الخروج من الإتحاد الأوروبي، ولكنه لم يوقع علي أية وثيقة لأنه يتحدث فقط عن سوق العقارات حيث مجال تخصصه.
وكشف المتحدث بإسم شركة ARM عن إعلانها في العديد من المناسبات تفضيلها بقاء بريطانيـا في الإتحاد الأوروبي، بينما ذكر الناطق بإسم بنك سانتاندر بريطانيـا Santander قيام كل من الرئيس و الرئيس التنفيذي بالتوقيع على الوثيقة