منتدى الأعمال العربي المجري الثاني

أثمر منتدى الأعمال العربي - المجري الثاني الذي اختتم أعماله أمس الثلاثاء في الرياض، توقيع اتفاقيات بين الجانبين العربي والهنغاري بلغت قيمتها نحو ستة مليارات دولار، من خلال 40 اتفاقية وصفقة تجارية. واتفق الجانبان على زيادة المنتجات والشركات المجرية في العالم العربي، وإقامة مشاريع عقارية بنظام الشراكات، ونقل التجارب والخبرات والتكنولوجيا المجرية في مجال الطاقة المتجددة وإدارة وتقنية المياه.
وشدد الجانبان على إقامة مشروعات مشتركة والتعاون في المجالات الطبية والقطاعات الترفيهية والسياحية، ونقل التكنولوجيا والابتكارات المتوافرة لدى الشركات المجرية، إضافة إلى تطوير التعاون في القطاع الزراعي والمنتجات الغذائية.
وكان المنتدى شهد انعقاد أربع جلسات في يومه الثاني استعرضت التعاون في تصنيع السلع الرأسمالية، والتعاون في مشاريع العقار والبناء، والتعاون في الطاقات المتجددة وإدارة المياه، والتعاون في القطاعات الطبية والترفيهية والسياحية.
وطرح المنتدى 24 فرصة استثمارية من إجمالي 40 مشروعا استثماريا، منها: ثماني فرص في العقار والبناء، وست فرص في قطاع الطب والترفيه والسياحة، وخمس فرص في كل من قطاعي تصنيع السلع الرأسمالية والطاقة المتجددة. وأبرز الجانب المجري المحفزات المشجعة للاستثمار في تلك القطاعات، لافتا إلى أن مجال السلع الرأسمالية يعد منافسا رئيسا في السوق الأوروبية، وأن الإنتاج المحلي يمكنه تغطية الأسواق الأوروبية والأميركية والأفريقية.
ونوه بتوافر شبكة نقل تغطي كافة مناطق الإنتاج في المجر، منوها أيضا بأن المشاريع العقارية تشكل فرصة فريدة من ناحية الجدوى الاستثمارية، مع توقعات تشير إلى أن قطاع السياحة والرعاية الطبية سيصبح أحد القطاعات البارزة بحلول عام 2022.
وشارك في المنتدى أكثر من 600 شخصية يمثلون مسؤولين عربا ومجريين ورؤساء غرف عربية وأصحاب أعمال سعوديين ومجريين وشخصيات اقتصادية عربية وخليجية.
وقال عبد اللطيف العثمان، محافظ الهيئة العامة السعودية للاستثمار (ساقيا)، في تصريحات صحافية على هامش اختتام المنتدى؛ إن الوفد المجري زار بعض المؤسسات الحكومية كهيئة سوق المال ومؤسسة النقد السعودي وصندوق الاستثمارات العامة؛ للتعرف على فرص الاستثمار في السعودية.
وأكد العثمان في كلمة له بمناسبة اختتام المنتدى، اهتمام السعودية بالعلاقات الاقتصادية مع الدول كافة، لا سيما المجر، منوها إلى أن أسواق المملكة واقتصادها مفتوحان أمام الاستثمارات الأجنبية.
ولفت إلى أن تجربة الاستثمار في السعودية ناجحة وموفقة، مشيرا إلى أن المملكة تمتلك مقومات عدة للاستثمار، كما تقدم ميزات كثيرة للمستثمرين، تتمثل في الأراضي الصناعية والخدمات والتمويل والضرائب المنخفضة.
وأوضح العثمان أن السعودية كانت من أوائل الدول في المنطقة التي سمحت للأجانب بتملك الاستثمارات بنسبة 100 في المائة من غير الحاجة إلى شريك، عدا البيع بالتجزئة والخدمات الاستشارية، مؤكدا متانة الاقتصاد المدعوم بإنفاق حكومي.
من جهته، اعلن ياتوس بيريني، رئيس هيئة التجارة والاستثمار المجرية، أن قيمة الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين العربي والهنغاري بلغت نحو ستة مليارات دولار، منوها إلى أهمية المواضيع التي ناقشها المنتدى والتي تعد جيدة، على حد تعبيره.
واستعرض بيريني المميزات التي تتميز بها المجر، مما جعلها مركزا مهما لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، التي بلغت 1.2 مليار دولار، مبينا أنها وفرت أكثر من 50 ألف فرصة عمل جديدة في البلاد، مشيرا إلى أن بلاده تتطلع لتعاون وعلاقات متميزة مع الدول العربية في المستقبل القريب.
وأوضح المهندس عبد الله المبطي، رئيس مجلس الغرف السعودية، أن المنتدى وجد عناية فائقة من القيادة في البلدين بشكل يعبر عن اجتماع الإرادة السياسية بجانب الأذرع الاقتصادية ويؤكد الاهتمام الكبير بالعلاقات الاقتصادية العربية - المجرية.
وتوقع إقامة مشروعات مشتركة والتعاون في المجالات الطبية والقطاعات الترفيهية والسياحية، بجانب الاهتمام العربي بالاستفادة من التكنولوجيا والابتكارات المتوافرة لدى الشركات المجرية، والاهتمام المشترك بتطوير التعاون في القطاع الزراعي والمنتجات الغذائية.
يشار إلى أن اليوم الختامي للمنتدى شهد انعقاد جلستي عمل، تناولت الأولى التعاون في الزراعة والصناعات الزراعية أدارها السيد بيتر سبانيك المدير العام لهيئة التجارة والاستثمار المجرية، حيث طرح خلالها الجانب المجري سبع فرص استثمارية. وتضمنت الفرص تأسيس بيوت زجاجية تتلقى حرارتها عبر الطاقة الحرارية الأرضية، وإنتاج خل مصنوع من التمر السعودي، ومشروع تطوير زراعي يعتمد على التربة منخفضة الخصوبة، ومنتج لتعزيز حيوية المحاصيل أثناء المواسم الجافة وزيادة إمكانية التربة للحفاظ على الرطوبة.