تعرّضت الأسهم المحلية خلال الجلسة الأخيرة من تداولات الأسبوع الحالي، الخميس، وللمرة الأولى منذ تعافيها من موجة التصحيح القاسية التي مرت بها في شهر حزيران/يونيو الماضي، إلى ضغوط بيع مُكثفة قادها سهم أرابتك، دفعت سوق دبي المالي ومعه سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى التراجع بنسبة 1,1% لكل سوق.

ومُنيت الأسواق بخسائر كبيرة بلغت قيمتها 8,3 مليار درهم، أكبر خسارة يومية منذ شهرين، بدّدت مكاسب الجلسات الأربعة الأولى من الأسبوع الحالي.

وتكبّدت الأسواق خسائر أسبوعية بقيمة مليار درهم، جراء تراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 0,12%، غير أنّ المؤشرات الفنية للأسواق بقيت فوق مستويات فنية جيدة أعلى من 5000 نقطة لسوق أبوظبي للأوراق المالية و4900 نقطة لسوق دبي المالي.

واعتبر محلّلون ماليون أنّ نتائج المضاربات على سهم أرابتك؛ للاستفادة من الشائعات حول بيع حصة الرئيس التنفيذي السابق للشركة، كانت متوقعة في أنّ تؤدِ إلى نتائج سلبية تضُر بالأسواق التي كانت تتجَه قبل هذه الشائعات إلى تجاوز مؤشر سوق دبي المالي لمستوى 5000 نقطة بسهولة.

وأجمعوا أنّ تركز التداولات على سهم واحد ليس صحيًا، وسيؤدي في النهاية إلى وجود ضغوط بيع متواصلة، مما يحول دون استمرار المؤشرات في صعودها، وفقًا لما قاله مدير شركة "الأنصاري" للأوراق المالية، وائل أبومحيسن.

وأضاف أبومحيسن أنّ المُضاربين استغلوا الشائعة التي تجددت على أسهم أرابتك، وعمّدوا إلى الدخول على السهم بقوة؛ لدفعه نحو الارتفاع إلى مستويات سعرية اقتربت من 5 دراهم، ثم قاموا بالبيع.

وأكد مدير شركة "الأنصاري" أهمية التوصل إلى اتفاق لحسم حصة الرئيس التنفيذي السابق لأرابتك، بهدف حماية السهم والأسواق ككل.

وذكر أبومحيسن أنّ محفّزات دخول الأسواق في مسار صاعد جديد متوفرة، بعد الأداء الايجابي الذي شهدته طيلة أشهر الصيف؛ حيث بدأت تستعيد زخم نشاطها، مع العودة التدريجية للمستثمرين من إجازاتهم الصيفية، والتي كانت تُلقي بظلالها على الانخفاض الحاد في معدلات السيولة، والتي سجّلت أدنى مستوياتها خلال الشهر الحالي؛ بسبب غياب سيولة المستثمرين والمضاربين عن الأسواق.

وأفاد بأنّ هناك قناعة لا تزال موجودة رغم هبوط الأمس لدى شريحة كبيرة من المستثمرين، بأنّ مؤشر سوق دبي المالي سيتخطى المستوى النفسي 5000 نقطة وصولاً إلى مستوى 5200 نقطة، وسيدعم ذلك الزيادة التدريجية في أحجام السيولة، والتي يتوقع أن تصل إلى مستويات كبيرة بدءً من الشهر المقبل.

وبحسب التقرير الأسبوعي لهيئة الأوراق المالية والسلع، ارتفعت التداولات الأسبوعية بنسبة 137,5%، لتصل إلى 7,8 مليار درهم مقارنة مع تداولات الأسبوع الماضي البالغة 3,3 مليار درهم؛ حيث تعتبر أكبر حجم تداول أسبوعي سجلته الأسواق خلال شهر أغسطس.

واستحوذت أسهم 5 شركات منها أربع شركات عقارية هي: "أرابتك"، و"الاتحاد العقارية"، و"الدار"، و"إعمار" إضافة إلى "بيت التمويل الخليجي" على 70% من تداولات الأسواق، وبلغت قيمة تداولاتها مجتمعة 5,5 مليار درهم منها 3,2 مليارً لسهم "أرابتك" بمفرده، في إشارة إلى هيمنة السهم على تعاملات المستثمرين.

وارتفعت أسعار الأسهم الثلاثة الأولى خلال الأسبوع الحالي بنسب 10,3%، و3,2%، و3,1% على التوالي، في حين انخفض سهم "إعمار" العقارية بنسبة 1و9%، و"بيت التمويل" الخليجي 0,19%.

وحقّق سهم شركة "دبي الوطنية للتأمين" أكبر نسبة ارتفاع خلال الأسبوع الحالي بنسبة 14,7%، و"الوطنية للتأمينات العامة" بنسبة 11,1%، و"أركان لمواد البناء" 10,7% و"الصناعات الوطنية" 10,6%، في حين حقق سهم "الخليج للمواشي" أكبر نسبة انخفاض سعري 18,8%، يليه سهم "المجموعة العربية للتأمين- أريج" بنسبة 18,8%، وعمان والإمارات للاستثمار القابضة 11,1%، و"الاتحاد للتأمين" 10%، و"عمان للتأمين" 9,8%.

وخلال جلسة الأمس، انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1%، محصلة تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية، وسوق دبي المالي بنسبة 1,1% لكل سوق، وأغلق المؤشر عند مستوى 5294,65 نقطة.

وانخفضت القيمة السوقية لتصل إلى 795,21 مليار درهم، كما انخفضت التداولات إلى 1,5 مليار درهم من 2,2 مليار درهم أمس الأول، وشهدت الأسواق تداول نحو 500 مليون سهم جرى تنفيذها من خلال 9259 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 61 شركة من أصل 120 شركة مُدرجة في الأسواق المالية.

وحقّقت أسعار أسهم 9 شركات ارتفاعًا، في حين انخفضت أسعار أسهم 46 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.

وجاء سهم "أرابتك القابضة" في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطًا بتداولات بلغت قيمتها 710 ملايين درهم موزعة على 150 مليون سهم من خلال 3242 صفقة.

وجاء سهم "الاتحاد العقارية" في المركز الثاني بتداولات قيمتها 132,36 مليون درهم موزعة على 59 مليون سهم من خلال 1048 صفقة.

وحقق "شركة الإمارات للتأمين" أكبر نسبة ارتفاع سعري بنحو 8,7% إلى 7,50 درهم من خلال تداول 54,59 ألف سهم بقيمة 400 ألف درهم، وجاء في المركز الثاني سهم "الإمارات للقيادة" بارتفاع نسبته 3,5% إلى 4,40 درهم من خلال تداول 205 ألف سهم بقيمة 900 ألف درهم.

وسجّل سهم "الخليج للمواشي" أكبر انخفاض سعري بنحو 9,9% إلى 3,62 درهم من خلال تداول 1468سهمًا بقيمة 5314 درهمًا، تلاه سهم "إسمنت الاتحاد" بنسبة 9,77% إلى 1,57 درهم من خلال تداول 42 ألف سهم بقيمة 65,97 ألف درهم.

ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 22,74%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 405,2 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعًا سعريًا 66 شركة من أصل 120 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 42 شركة.

ويتصدر مؤشر قطاع "العقار" المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى، وارتفع عن نهاية العام الماضي بنسبة 50,53% ليستقر على مستوى 7959,39 نقطة، تلاه مؤشر قطاع "الاستثمار" بنسبة 43,3% ليستقر على مستوى 7613,85 نقطة، تلاه مؤشر قطاع "البنوك" بنسبة 27,2% ليستقر على مستوى 3705,28 نقطة.

وارتفع مؤشر قطاع "الصناعة" عن نهاية العام الماضي بنحو 16% ليستقر على مستوى 1288,38 نقطة، ومؤشر قطاع "الخدمات" بنسبة 14,4% ليستقر على مستوى 1712,32 نقطة، تلاه مؤشر قطاع "السلع الاستهلاكية" بنسبة 11,4% ليستقر على مستوى 1653,03 نقطة، ومؤشر قطاع "التأمين" بنسبة 3,3% ليستقر على مستوى 1649,70 نقطة.

وحقق مؤشر قطاع "الاتصالات" انخفاضًا عن نهاية العام الماضي بلغت نسبته 3,2% ليستقر على مستوى 2333,43 نقطة، تلاه مؤشر قطاع "النقل" بنسبة 7,6% ليستقر على مستوى 3375,61 نقطة، ومؤشر قطاع "الطاقة" بنسبة 0,19% ليستقر على مستوى 137,788 نقطة.