الأطفال في بنغلادش يفرزون داخل مصانع لا تتمتع بالنظافة الكافية

تمثل البالونات ذات الألوان الزاهية مصدر بهجة للأطفال حول العالم وترمز إلى الاحتفال، ولكن ليس لهؤلاء الأطفال ممن يعملون في مصانع البالون الذين تغطى وجوههم بالغبار ويقضون حياتهم في العمل داخل هذه المصانع.
وإذا كان الأطفال ممن لا تزيد أعمارهم عن 10 أعوام لا بد وأن يكونوا في المدارس فإن هؤلاء الأطفال في بنغلادش يفرزون داخل مصانع لا تتمتع بالنظافة الكافية، البالونات إلى ألوان ومن ثم يحملون أوزان ثقيلة جدًا بالنظر إلى ذراعهم.

ويبدأ يوم هؤلاء الأطفال داخل مصنع إنتاج البالون عند السادسة صباحًا، ويستمر لمدة 11 ساعة ليتم بعدها انتهاء عملهم في الساعة الخامسة مساء، وعلى الرغم من قسوة عملهم وما يبذلوه من مجهود طوال اليوم فإن ما يحصلون عليه في النهاية هو 6.50 جنيه إسترليني عن كل شهر أي أقل من 800 تاكا، وهي العملة الرسمية في بنغلادش، وفي أفضل الأحوال يتوقع بعضهم الحصول على 1950 تاكا "أي ما يعادل 16 جنيهًا إسترلينيًا".

ويعتبر العائد الذي يحصل عليه هؤلاء الأطفال أقل من الحد الأدنى للرواتب الذي حددته الحكومة بالنسبة لعمال الملابس المبتدئين بعد كارثة رنا بلازا التي أسفرت عن وفاة 1100 شخص، والذي يبلغ 5300 تاكا "أي ما يعادل 41.80 جنيه إسترليني"، ولكن بالنسبة لكثير من العائلات في بنغلاديش فإنهم لا يملكون خيارًا آخر إلا إرسال أطفالهم للعمل حتى وإن كانت الأجور منخفضة، على أن هذه الأموال ترسل بطريقة مباشرة إلى عائلات الأطفال.

ويتحدث آبو البالغ من العمر (12عامًا) عن عمله داخل مصانع البالون، مفيدًا بأن والده تركه وترك والدته عندما كان في سن الخامسة، ومنذ ذلك الحين كان شقيقه يتولى رعايته، وأنه في الوقت الحالي يعمل من أجل إعانة والدته.
وتروي عاملة أخرى زميلة للطفل آبو في مصنع البالون، وهي روما البالغة من العمر (11 عامًا) قصة مشابهة على الرغم من أنها كانت سعيدة لعدم استكمال تعليمها في المدرسة، حيث أوضحت أن والدها عامل أجير ولكن المال الذي يحصل عليه لا يكفي لإعالة الأسرة ومن ثم فهي تعمل لمساعدتهم.

وفي بنغلادش فإن هناك حوالي مليون طفل ممن تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 14 عامًا يخوضون مجال العمل كأطفال، وذلك بحسب ما ورد من منظمة "اليونيسيف"، ولكن العدد يرتفع مع ارتفاع السن.
وأوضح المصور زاكر شودري، أنه في بنغلادش هناك تقريبًا خمسة ملايين طفل ما بين سن 5 و14 عامًا يعملون في ظروف خطرة داخل المصانع، والمرائب والمنازل ومحطات السكك الحديدية والأسواق.

ويذكر أن العديد من الصبية والفتيات الذين يعملون لا يحصلون على التعليم الكافي، ومن ثم يفتقرون إلى المهارات اللازمة ما يؤدي بهم إلى أعمال ذات دخل منخفض يربطهم أكثر بدائرة الفقر، ومع ذلك فإن الكثيرين لا يمثل لهم ذلك مشكلة بما فيهم مالك مصنع البالون زاكير حسين الذي استعان بزوجته وابنه الأكبر لتأسيس مشروعه.


ويعترف حسين بأنه يستخدم الأطفال داخل المصنع ولكنهم يلقوا معاملة حسنة، بينما تضيف زوجته بأن عمل الأطفال في المصنع يبعدهم عن السرقة والاختطاف ويشعر معه عائلات الأطفال بأنهم في أمان.