الذهب

بدأت الأزمات تتوالى على الشعب السوري وأخذت الأسعار تزداد بشكل تلقائي يوما بعد يوم، ولم يتبق في سورية شيء متوفر ورخيص سوى الموت، حتى أصبح المواطن لا يستطيع تحمل مزيد من الهموم، وكان للمعادن النفيسة حصة كبيرة من هذا الارتفاع.

بدأت أسعار الذهب ترتفع منذ أول يوم في الأزمة بعد ارتفاعات قليلة كانت تشهدها قبل الأحداث، ليصل سعر الذهب إلى أرقام قياسية لم تشهدها سورية في يوم من الأيام، وأخذ الناس يستبدلون الذهب ذو العيار الكبير بأعيرة منخفضة تيسيرا لأمورهم إلا أن الأمر لم ينفع لأن الذهب ارتفاع على الرغم من كل شيء.

ذكر الصائغ أبو محمود "لم تعد السوق تشهد بيعا في الذهب كما كان قبل الحرب، بسبب الارتفاع الشديد في أسعاره والأزمة المعيشية التي يعانيها المواطنون، ما دفعهم إلى اللهث وراء لقمة العيش والتخلي عن الأمور التي تعتبر زيادة في الرفاهية".

وتزامن ارتفاع الذهب مع ارتفاع أسعار العملات الأجنبية، وأخذ تجار الذهب في المناطق المحررة يتعاملون في بيعهم وشرائهم حسب سوق صرف العملات الأجنبية، ويبحث الشباب الذين يريدون الزواج عن بدائل للذهب، ولم يعد أهل الفتيات يطلبون من الزوج مبالغ بسبب سوء الأوضاع المادية.

وأضاف "أحمد" أحد الموظفين "لم أتمكن من شراء سوى خاتم واحد للزواج، واشتريت باقي الحلي من الذهب الروسي الرخيص أو من باقي المعادن ذات الألوان الصفراء بديلا لإتمام الزواج، وتجاوز سعر غرام الذهب عيار 21 قراطا 12 ألف ليرة سورية وهو مبلغ كبير جدا مقارنة بدخل المواطن".

واضطر بعض الصاغة إلى إغلاق محلاتهم بسبب الركود الكبير في حركة البيع والشراء، إضافة إلى تعرض كثيرين منهم إلى عمليات سرقة في الليل، في ظل غياب المراقبة الأمنية.

وتابع "أبو الطاهر" أحد الصاغة  "تعرض أحد الصاغة في السوق لسرقة ما يقارب من 5 كيلوغرام ذهب، فاضطررت إلى إغلاق محلي وبيع كل ما أملكه من الذهب خوفا من عمل مشابه".
ويبدو أن ارتفاع أسعار الذهب ليست المشكلة الوحيدة التي يعانيها السوريون، لكن الأمل يحيطهم بحل قريب ينهي عنهم آلام سنوات من الصراع.