السوق العقارية التركية

تتسابق شركات التطوير العقاري التركية على استقطاب مزيد من المستثمرين الخليجيين، في وقت تشهد فيه السوق العقارية التركية انتعاشاً غير مسبوق منذ العام 2013، بفضل قانون جديد يبدو أنه نجح في جذب المستثمرين العرب والأجانب؛ حيث تجاوزت الاستثمارات الخليجية في تركيا 5.5 بليون دولار، معظمها في القطاع العقاري.

ونسبة المستثمرين الخليجيين في العقارات التركية ارتفعت 10% خلال العام الجاري، بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في حزيران /يونيو الماضي، والتي أضفت أجواءً من الاستقرار السياسي في الدولة، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي لشركة "زورلو" للتطوير العقاري مسعود باتاش.
كانت تركيا أصدرت العام 2013 قانونًا عقاريًّا يتيح للأجانب تملّك الأراضي والشقق السكنية والعقارات بشكل حر وكامل، ومن دون اشتراط الإقامة في البلد، ما أتاح للكثير من المستثمرين شراء شقق ومساكن، ودفع شركات عربية للتوجه للاستثمار وتأسيس مشاريع عقارية، إضافة إلى ارتفاع عدد السيّاح الخليجيين في تركيا.

وأشار باتاش، الذي يدير مشاريع مجموعة "زولو" في تركيا، إلى أن نسبة السياح الخليجيين في فنادق "رفلز" في تركيا تصل لـ35% من إجمالي عدد النزلاء، يشكلون أكثر من 25% من عدد زوار مركز "زورلو" للتسوّق، وأن السوق العقارية التركية تشهد انتعاشًا ملموسًا منذ أكثر من عامين، وأن الكثير من المستثمرين يقصدون إسطنبول بحثًا عن فرص عقارية واستثمارية في قطاعات أخرى، لاسيما أن تركيا أطلقت مشاريع بنية تحتية ضخمة خلال الأعوام الأخيرة بفضل اقتصادها المزدهر، ونموها السكاني المتسارع.
وقدّر تقرير اقتصادي قيمة مشاريع البنية التحتية قيد التخطيط والتنفيذ في تركيا بأكثر من 350 بليون دولار، ما يمثّل فرصًا مميزة للمقاولين من منطقة الخليج العربي، وللشركات الاستثمارية المتأثرة بهبوط أسعار النفط.

والقانون الجديد الذي أتـــاح التملّك الكامـل للأجانب في تركيـــا، أنعش القطاع العقـاري، وأن أعــدادًا كبيرة من الخليجيين يزورون تركيا لشراء شقق سكنية وأراضٍ، وللاستثمار في القطاع العقاري، ومن الراغبين بشراء منازل للسكن ولاستخداماتهم الخاصة ممن يترددون على تركيا للسياحة والاستجمام، بحسب باتاش.
وأوضح أن عددًا من الشركات الخليجية يستثمر حاليًا في تركيا، بينها هيئات الاستثمار في كل من أبوظبي والكويت وقطر، إضافة إلى شركة إعمار العقارية وسما دبي.

وأكد باتاش أن مجموعة زولو تتفاوض مع عدد من المسؤولين في دول خليجية، لتطوير مشاريع متكاملة مثل مشروع زولو في إسطنبول، الذي يضم مشروعًا عقاريًّا سكنيًّا ومكتبيًّا، وفندق رفلز، ومركزًا تجاريًّا ضخمًا، ومسارح ومعارض لكل أنواع الفنون، في موقع جغرافي واحد.
وتجاوز عدد السيّاح الخليجيين في تركيا العام الماضي 585 ألفًا، بزيادة 42% مقارنة بالعام 2013.