النفط

أعلن وزير البترول والثروة المعدنية، السعودي المهندس علي النعيمي، أنَّ المملكة تقوم حاليًا بإنشاء ثلاث مصافٍ نفطية ضخمة في شرق وغرب وجنوب المملكة، منها مصفاة جازان، وتصل الطاقة التكريرية لهذه المصافي إلى 1.2 مليون برميل نفط يوميًا.

وأوضح أنَّه مع انتهاء هذه المشاريع ستصل الطاقة التكريرية للمملكة إلى 3 ملايين برميل يوميًا، لتصبح المملكة إحدى أكبر خمس دول في العالم في تكرير النفط، وثاني أكبر دولة مصدرة للمنتجات النفطية المكررة بعد الولايات المتحدة، مع استمرارها كأول دولة مصدرة للنفط الخام في العالم.

وشدد في كلمته أمام منتدى "جازان" الاقتصادي، الأربعاء، على أنَّ مشروع مدينة "جازان" الاقتصادية يسير بشكل جيد ومتسارع، بالرغم من أنَّ مدة المشروع ثلاثة أعوام، موضحًا أنَّ هذا المشروع جزء من مجموعة مشاريع مهمة، تتبناها وزارة البترول والثروة المعدنية، في كل مناطق المملكة.

وأضاف أنَّ وزارة البترول تتبنى عددًا من المشاريع والمجمعات والمدن الصناعية المهمة، مثل مدينة رأس الخير على الخليج العربي، ومدينة وعد الشمال في شمال شرقي المملكة، ومدينة رابغ على البحر الأحمر، كما أنَّ هناك مشاريع جديدة ومهمة في طور التخطيط أو التنفيذ.

وتحدث النعيمي عن الرؤية التنموية والفكر الاستراتيجي للمشاريع والمدن والمجمعات الصناعية في مختلف مناطق المملكة، وأكد أنَّ هذه المشاريع تهدف إلى تحقيق نتائج مركزية، لعل من أهمها توسيع القاعدة الاقتصادية للمملكة، والتركيز على التصنيع، وتعزيز القيمة المضافة، مع خفض الاعتماد تدريجيًا على النفط في إجمالي الناتج الوطني، وفي ميزان المدفوعات.

ولفت إلى أنَّ المملكة نجحت خلال الأعوام العشرة الماضية في زيادة نصيب القطاع الصناعي في إجمالي الناتج الوطني، من 135 إلى 276 بليون ريال أي الضعف.

وتابع: المشاريع تهدف إلى تحقيق شمولية التنمية في كل المناطق، والتنمية المستدامة على مستوى الوطن ككل، عبر ثلاث ركائز رئيسة هي النمو الاقتصادي المستمر، والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، والتنمية الاجتماعية، مع إعطاء دور رئيس للتقنية في تحقيق هذه الأهداف.

واستطرد: كما تسعى المشاريع إلى إيجاد صناعات متكاملة، من استخدام وتصنيع المواد الخام المتوافرة في المملكة ككل، وفي قطاعي النفط والتعدين، لم نعد نقتصر فقط على تصدير النفط، أو المواد التعدينية كمواد خام، وإنما أصبحنا نركز أيضًا على تصنيع المنتجات المتوسطة والنهائية محليًا، ولكن تدريجيًا، وبطريقة مدروسة.

وأوضح أنه تم البدء في اتخاذ خطوات مدروسة في هذا المجال في عدد من المدن الصناعية، لعل من أهمها مدينة رأس الخير، ومدينة وعد الشمال، ومدينة رابغ الصناعية، وتشمل المدينة الاقتصادية في جازان منشآت متكاملة في مجال النفط والبتروكيماويات، ومجال التعدين، بعضها يتم إنشاؤه للمرة الأولى على مستوى العالم، إذ نسعى إلى إنشاء مشروع متكامل لاستغلال خام الكوارتز المتوافر في المنطقة، وسيعمل المشروع على إنتاج معدن السيليكون عالي النقاوة، وهناك المشروع المتكامل لإنتاج معدن التيتانيوم، من خلال استغلال خام الألمينات، المتوافر في المنطقة، وصولًا إلى تصنيع المنتجات النهائية من التيتانيوم.

وشدد على العمل على أن يكمل قطاعا التعدين والنفط بعضهما البعض في مشاريع اقتصادية كبيرة، فبدلًا من الاقتصار على التصدير، فإن التكامل بين الموارد الطبيعية والصناعات المختلفة، يتيح الحصول على القيمة المضافة، ونحن نرى هنا، أن قرار إنشاء مصفاة نفطية متطورة في جازان، أدى إلى إنشاء مدينة اقتصادية، وميناء عالمي ضخم، ومحطة كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية، وصناعات تعدينية وبتروكيماوية عدة، ترتبط وتستفيد من هذه الأنشطة والمنشآت.

وبيَّن أنَّ الطلب على النفط يتنامى والأسواق هادئة؛ وذلك في أول تصريحات علنية له منذ انتعاش الخام من أدنى مستوى في نحو ستة أشهر.

وانحدر سعر النفط 60% بين حزيران/ يونيو الماضي، وكانون الثاني/ يناير الماضي، ليعود إلى مستويات ما بعد 2009 دون 45 دولارًا للبرميل، مع تسارع الخسائر بعد قرار أوبك في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي الإبقاء على الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميًا لمحاولة حماية حصتها السوقية.

وتعافى سعر خام برنت القياسي منذ ذلك الحين ليسجل حوالي 60 دولارًا للبرميل، مع قيام شركات الطاقة بتقليص استثمارات زيادة الإنتاج في المستقبل ومع انخفاض عدد الحفارات العاملة في قطاع النفط الصخري الأميركي سريع النمو.

واضطلع النعيمي بدور محوري في التحول الذي طرأ على سياسة "أوبك" خلال اجتماع تشرين الثاني عندما قررت المنظمة عدم تقليص الإنتاج.

وتشير تصريحاته إلى رضاه عن نتائج ذلك القرار، إذ قال إنَّ السوق بحاجة إلى فترة من الاستقرار، ولا أود التحدث عن النفط لأننا نريد الهدوء..لا نريد أي شيء يخلق تقلبات في السوق.