العاهل المغربي الملك محمد السادس

صرَّح العاهل المغربي الملك محمد السادس بأنَّه لا يمكن رفع تحدي ضمان الأمن الغذائي ومواجهة التغيرات المناخية إلا بالعمل الدولي التضامني من ناحية، والتعاون الأوروبي الأفريقي من ناحية أخرى.

وأكد الملك في رسالة وجهها إلى المشاركين في المعرض العالمي "ميلانو إكسبو 2015" الذي افتتحت فعالياته السبت، في ميلانو وتلتها الأميرة للا حسناء، أنَّ المغرب لم يتردد في الانخراط في المسار العالمي المتعلق بتفعيل الآليات والاتفاقات الدولية، في مجال المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة والأمن الغذائي، من منطلق اقتناعه بأنَّ ضمان الأمن الغذائي ومواجهة التغيرات المناخية، يظلان من أقوى التحديات التي تواجه المجتمع الدولي عمومًا، والبلدان السائرة في طريق النمو خصوصًا.

وأوضح أنَّ المغرب "المنفتح على عالمه عن اقتناع والتزام بقيم التضامن والتعاون، لا يدخر جهدا في تبادل خبراته، وتقاسم تجاربه في مجال التنمية مع شركائه، على المستوى الإفريقي والإقليمي"، مضيفا أنَّ المملكة ما فتئت تدعو إلى وضع آليات مرنة للتجاوب مع تحديات الأمن الغذائي، في إطار المفاوضات الجارية مع المنظمة العالمية للتجارة، بشأن الزراعة".

وأشار إلى أنَّ المملكة المغربية تتوخى تمكين العالم القروي من مقومات الحياة والتنمية، طبقا لإعلان الدوحة، سعيا منه إلى مساعدة القطاعات الزراعية في مواكبة المنافسة الجارية في إطار العولمة الاقتصادية وحرصًا من المغرب على توطيد هذا التوجه الدولي والتعاون الإفريقي.

ولفت الملك محمد السادس إلى أنَّ المملكة وضعت برنامج تعاون جنوب - جنوب، بين المغرب ومنظمة الأغذية والزراعة للفترة الممتدة بين 2014 و2020، بهدف توفير المساعدة لبلدان القارة الأفريقية.

وأضاف أنَّ "المغرب أطلق المخطط الطاقي منذ عام 2009، والذي يعتمد أساسًا على مصادر الطاقة النظيفة التي سيغطي إنتاجها الكهربائي 42 في المائة من الاستهلاك الوطني، بحلول العام 2020، فيما تم على مستوى تمكين المواطنين من استعمال الطاقة الكهربائية، فك العزلة إلى حد اليوم عن 12 مليون مغربي في البوادي والقرى، ما جعل بلدنا يضمن التزود بالطاقة الكهربائية لنحو 98 في المائة من سكانه، وبذلك يصنف المغرب دوليًا في عداد الدول الرائدة في هذا المجال".

وبيَّن أنَّه في سياق النهوض بالفلاحة الوطنية، عمل المغرب على إحداث المعرض الدولي للفلاحة في مدينة مكناس منذ العام 2005، والذي أصبح يشكل ملتقى دوليا، حيث أصبح معرضًا لتبادل الأفكار والتجارب بامتياز.

وخلص الملك إلى أنه، تم في هذا الإطار إرساء تعاون مع الدول الأفريقية من أجل تطوير الممارسات الزراعية الجيدة المعتمدة في المغرب، على مستوى تقنيات الإنتاج والتحكم في الموارد المائية، والحفاظ على البيئة، ويشمل فضلا عن ذلك تحويل التكنولوجيا، وتكوين الأطر الأفريقية في الميادين ذات الصلة بقطاع الفلاحة والتغذية في المغرب، لاسيما في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.