استخراج الغاز المصاحب

يتوقع العراق أن يحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2018 عند الوصول إلى إنتاج يُقدر بملياري متر مكعب، فيما أشارت وزارة "النفط" إلى استمرار استيراد الغاز من دول عدة حاليًا إذ لم يبلغ الإنتاج الكمية التي تحتاجها البلاد.

وأكد الناطق باسم وزارة "النفط" العراقية، عاصم جهاد أن "العراق اكتفى ذاتيًا من إنتاج الغاز السائل المستخدم في الطبخ، لكنه ما زال يستورد الغاز الجاف من دول مختلفة لعدم الوصول إلى الكمية التي يحتاجها"، وأضاف أن "الاكتفاء ذاتيًا من ناحية الغاز السائل جاء بعد تطوير شركة غاز الجنوب بالتعاون مع شركتي ميتسوبيشي وشل"، مؤكداً أن "الوزارة تطمح إلى استثمار الغاز الجاف، حتى لا يُستورد في الأعوام المقبلة".

وتابع "عند كل استخراج نفطي يكون هناك غاز مصاحب، والآن استُخرج الغاز السائل منه وفق تقنيات حديثة ولذلك وصلنا إلى الاكتفاء، وهذا أمر مهم"، وتوقع "ألا يحتاج العراق إلى استيراد الغاز الجاف بحلول عام 2018 إذا طُبقت الخطة التي وضعتها الوزارة"، وأكد أن "الوزارة أبلغت الشركات التي حصلت على جولات التراخيص بأهمية استثمار الغاز المصاحب وسيطبق الأمر"، موضحًا أن "مذكرة التفاهم مع الجانب الفرنسي حول استخراج الغاز واستثماره لم تطبق حتى الآن".

ويرى الخبير الاقتصادي أحمد صبيح، أن "أرض العراق تتميز باحتوائها على كميات هائلة من النفط والغاز وبعض المعادن الأخرى، إﻻ أن اهتمام الحكومات المتعاقبة انصب على استخراج النفط الخام".

وأوضح صبيح أن "اللجوء لاستخراج النفط الخام جاء بسبب انخفاض كلفة استخراجه وعدم حاجته إلى مخازن آمنة لحفظه وكذلك الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها الشركات النفطية في هذا المجال"، وبين أنه "بالنسبة لاستخلاص الغاز المصاحب للنفط أو الغاز الحر، فإنه يحتاج إلى عمليات قد تحمل الشركات تكاليف عالية فضلاً عن الحاجة الماسة إلى مخازن ذات خصائص آمنة".

وأضاف "هذه القضية تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة وشركات تتمتع بتقنيات فنية عالية، وفي الفترة الحالية بدأ العراق يتجه إلى استثمار الغاز المصاحب، حيث باشرت الشركات النفطية استخلاص هذا الغاز وتهيئة المخازن لحفظه، نأمل في أن نحقق اكتفاء ذاتيًا من الغاز بدﻻً من استيراده".

وأعلن وزير "النفط" العراقي عادل عبد المهدي، في نهاية أيار/مايو الماضي تحقيق العراق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز السائل، مبيناً أن لا حاجة لاستيراده، وأعرب عن أمله في أن تصبح البلاد في المرتبة الخامسة من حيث احتياط الغاز.

وكانت وزارة النفط أعلنت أخيرًا تحقيق زيادة كبيرة في استثمار الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط بنسبة 25 في المائة مؤكدة قرب تجهيز محطة "الرميلة" لإنتاج الطاقة الكهربائية الواقعة في محافظة البصرة بكامل حاجتها من الغاز خلال أشهر قليلة.