الذهب


بدأ المستثمرون السويسريون ابتكار طرق جديدة للاستثمار في الذهب،بعد غياب دام أكثر من سنة، فالرهان عليه هذه السنة يشتد أكثر فأكثر في صفوف طبقات المستثمرين، المحليين والدوليين.

وعلى الرغم من التوقعات السوداوية التي عصفت بأسعار الذهب في الشهور الأخيرة، انتعش سعر الأونصة منذ مطلع السنة، ما يعني أن أداءه كان الأفضل بين السلع الأولية الدولية الى اليوم، علمًا أن مؤشرات الأسهم الدولية خسرت نحو 8 في المئة لكل مؤشر منذ كانون الثاني/يناير، ما عدا مؤشر الدولار الذي ربح "بصعوبة" واحدًا في المئة في الفترة ذاتها. وبالنظر إلى الأسهم المتعلّقة بالسلع الأولية عمومًا، نجد أن خسائرها تتراكم يومًا تلو آخر.

ويرى الباحثون في جامعة "سان غالن"، أن الذهب مرشح ليلعب دورًا مهمًا لدى المستثمرين الدوليين كملاذ آمن. وفي موازاة الزلزال الأخير الذي اجتاح البورصة الصينية والبورصات العالمية، فضلًا عن انهيار أسعار النفط في الأسابيع الأولى من السنة، سجّل مشغلو البورصات السويسرية إقبالًا للمستثمرين المحليين على شراء حصص في صناديق المؤشرات المتبادلة الخاصة بالذهب لما مجموعه 50 طنًا من السبائك، ما يعني أن كميات الذهب المنوطة بهذه الصناديق، التي اشتراها المستثمرون السويسريون منذ تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، رست على نحو 1500 طن، أي بزيادة 3.7 في المئة.

وتستفيد أسعار الذهب حاليًا، مما يحصل في الولايات المتحدة، التي لم ترفع بالسرعة المتوقعة نسب الفوائد نظرًا الى تزايد المخاوف حول صحة الاقتصاد الأميركي. على سبيل المثل، نما الناتج القومي الأميركي 0.7 في المئة فقط في الربع الأخير من العام الماضي، مقارنة بنمو بلغ 2 في المئة في الربع الثالث منه.

وعلى رغم تسجيل الصين أبطأ نمو اقتصادي منذ 25 عامًا، عاودت واردات الصين من الذهب نموّها. فمن طريق هونغ كونغ مثلًا، زادت هذه الواردات بحو 67 في المئة، أي 120 طنًا، وهذا أقصى سقف لها منذ أكثر من سنتين. ولا شك في أن نمو تجارة الذهب في الصين من شأنه تشجيع المستثمرين الدوليين على الانخراط مجددًا في تجارة الذهب