دمشق ـ جورج الشامي شهدت الليرة السورية انخفاضًا هائلاً أمام الدولار، في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل، نتيجة ارتفاع وتيرة الاشتباكات في دمشق، والتوقف شبه الكلي لمختلف قطاعات الاقتصاد السورية، حيث سجل الدولار مع انتهاء الاثنين 18 آذار/مارس الجاري أعلى معدلاته.  وصل سعر الدولار أمام الليرة السورية في السوق السوداء إلى 115 ليرة سورية للدولار الواحد مبيع، و113 ليرة سورية شراء، فيما سجل، الثلاثاء، ارتفاعًا آخر ليصل إلى 117 ليرة سورية للدولار الواحد مبيع، و115 ليرة سورية شراء، ويعتبر هذا الرقم الأعلى في تاريخ الأسواق السورية عبر كل العقود الماضية، ومنذ بدأ التداولات في العالم.
ويتوقع مراقبون، في حديثهم مع "العرب اليوم"، أن "يصل سعر الدولار مع انتهاء آذار/مارس الجاري إلى 150 ليرة سورية، وسيستمر في الهوبط مع الأشهر المقبلة، حال استمرار الأزمة السياسية في البلاد، ويستند هؤلاء في قراءتهم إلى المؤشرات الخاصة بالاقتصاد من جهة، وإلى التوترات الأمنية التي تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة من جهة أخرى.
ويقول خبير اقتصادي كبير في الحكومة السورية، رفض الإفصاح عن اسمه لـ"العرب اليوم"، أن "الاقتصاد السوري يتجه إلى اللبننة، (بمعنى أنه سيشهد انهيارًا ضخمًا في العملة مشابهًا لما حدث في لبنان إبان الحرب الأهلية في الثمانينات)، وقد يحتاج لأكثر من عشرين سنة لإعادة البناء والعودة إلى سابق عهده"، الأمر الذي يؤكده مراقبون آخرون مستشهدين بالتجربة اللبنانية ذاتها والتجربة التركية.
وخلافًا لمختلف أسواق العالم، يشهد سوق التداول السوري سعرين، في السوق السوداء وفي البنوك السورية الخاصة منها والحكومية، ففي ظل غياب تحرير العملة، ومع وجود التعويم، تظهر اختلافات كبيرة بين سعر السوقين، ويأتي ذلك في محاولة من الحكومة السورية للحفاظ على قيمة العملة من الانهيار، ولكن مع ذلك يشهد سعر الدولار في البنوك السورية ارتفاعًا أيضًا، حيث يصل سعر الدولار فيها إلى 84.35 ليرة للشراء، فيما تمتنع البنوك السورية عن البيع، وتكتفي بالشراء، ويُعد هذا السعر هو الأعلى على الإطلاق في السوق الحكومية.