مشاهدة مباريات المونديال

توصلت دراسة متخصصة قامت بها شركة "غلف تالنت" للتوظيف عبر شبكة الإنترنت، إلى أن كأس العالم لكرة القدم 2014 قد يؤثر سلباً على إنتاجية الموظفين في كل أنحاء الشرق الأوسط، مؤكدة أنه على الرغم من عدم تأهل أية دولة خليجية للمشاركة في البطولة،  فالدراسة أوضحت  أن 89 % من الموظفين في المنطقة يعتزمون مشاهدة بعض المباريات في وقت متأخر من الليل، في حين أعرب بعض أصحاب الشركات عن قلقهم إزاء انخفاضٍ محتملٍ في الإنتاجية جراء مشاهدة مباريات كأس العالم، بينما وجدت الدراسة أن المديرين الذين يودون مشاهدة المباريات أبدوا مرونة أكثر حيال السماح لموظفيهم بمشاهدة مباريات كأس العالم.
وأضافت  على الرغم من عدم تأهل أية دولة خليجية للمشاركة في البطولة،  فالدراسة أكدت  أن 89 % من الموظفين في المنطقة يعتزمون مشاهدة بعض المباريات ، التي سيتم نقلها من البطولة المقامة في البرازيل خلال الفترة من 12 حزيران/ يونيو إلى 13 تموز/ يوليو، بين الساعة الثامنة مساءً والرابعة فجراً في الإمارات وعمان "السابعة مساءً والثالثة فجراً في السعودية وقطر والكويت والبحرين ومصر والأردن ولبنان".
وطرحت دراسة غلف تالنت على الموظفين أسئلة بشأن خططهم لإحداث توازن بين مشاهدة المباريات في ساعات متأخرة من الليل وبين التزامات العمل في اليوم التالي. وقال ما يقرب من واحد من كل 10 مشاركين في الاستطلاع إنهم سيذهبون متأخرين إلى العمل لتعويض ساعات النوم، بينما قال عدد مماثل "إنهم سيطلبون يوم إجازة من إجازاتهم السنوية، وأفاد 3 % أنهم سيطلبون إجازة مرضية لتجنب الذهاب للعمل"، بينما قال ثلث المشاركين في الدراسة "إنهم سيستغنون عن بعض ساعات النوم للوصول إلى أماكن عملهم في الوقت المحدد".
وعند مقارنة الفئات الوظيفية المختلفة، وجدت الدراسة التي نشرتها صحيفة "البلاد"،  أن العاملين في مجال تقنية المعلومات سيصلون متأخرين إلى أماكن عملهم أكثر من غيرهم أو سيأخذون إجازة مَرَضية بعد المباريات التي تبث في وقت متأخر من الليل. أما العاملين في مجال الموارد البشرية فمن المتوقع أن يأخذوا أياماً من إجازاتهم السنوية المقررة، بينما يخطط العاملون في مجال التسويق أكثر من غيرهم لخفض ساعات النوم والحضور للعمل متعبين.
وأشار بعض المشاركين في الاستطلاع إلى أن الجزء الثاني من كأس العالم سيتزامن مع شهر رمضان المبارك حيث يتم تخفيض ساعات عمل الموظفين في الشرق الأوسط، ما يتيح لهم أخذ قسط كافٍ من النوم بعد العمل والاستيقاظ في الوقت المناسب لمشاهدة المباريات.
وأوضحت الدراسة أنه عند سؤالهم عما إذا كانوا سيقضون بعض الوقت بمشاهدة أو مناقشة المباريات خلال ساعات العمل، أجاب ما يقرب من  ثلث المشاركين في الدراسة أنهم سيمضون بعض الوقت في مناقشة تفاصيل المباريات مع زملائهم، أو مشاهدة الأحداث الرئيسية للمباريات على شبكة الإنترنت.
وأعرب بعض أصحاب الشركات عن قلقهم إزاء انخفاضٍ محتملٍ في الإنتاجية جراء مشاهدة مباريات كأس العالم. وقال مدير إحدى شركات النفط والغاز: لدي 50 موظفاً في فريق العمل ومعظمهم من مشجعي كرة القدم، وهذا سيؤثر على الإنتاجية بالفعل خلال هذا الشهر. أما آخرون فكانوا أقل قلقاً أو حتى أكثر تفاؤلاً بشأن تأثير مشاهدة المباريات، وقال أحد مديري شركة تموين سعودية رائدة تعليقاً على هذا الموضوع: تعتمد إنتاجية الموظفين بشكل كبير على العواطف، يمكننا تحويل هذه المشاعر إلى طاقة إيجابية خلال هذه الفترة لتعزيز الإنتاجية، ولذلك سأسمح للموظفين بمشاهدة المباريات التي يريدون متابعتها.
ووجدت الدراسة أن المديرين الذين يودون مشاهدة المباريات أبدوا مرونة أكثر حيال السماح لموظفيهم بمشاهدة مباريات كأس العالم. وقال بعض المديرين إنهم يريدون استخدام كأس العالم كفرصة لبناء فريق العمل وتعزيز القدرات وسيقومون بتنظيم مسابقات مثيرة للاهتمام تتعلق بمباريات كأس العالم. لا تقتصر مشكلة الإنتاجية على منطقة الشرق الأوسط وحسب، بل تتعداها لتصل العالم برمته، ووفقاً لدراسة شملت 100 من قادة الأعمال في المملكة المتحدة قامت بها شركة كومز (Coms plc) للاتصالات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، سينجم عن كأس العالم انخفاض ساعات العمل في قطاع الأعمال في بريطانيا بما يقرب من  250 مليون ساعة عمل، وذلك بسبب ارتفاع مستويات التغيب والتأخر عن العمل وسوء الأداء جراء قلة النوم أو النقاشات والحوارات.