لندن ـ ماريا طبراني دافع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير بقوة عن موزانة المساعدات الخارجية البريطانية، وساند رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون ضد منتقديه الذين يمارسون ضغوطًا عليه من أجل تخفيض مساعدات بريطانيا المالية للدول الخارجية.وفي الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا لاستضافة مؤتمر قمة دول مجموعة الثماني خلال الصيف المقبل في لوف إيرن في أيرلندا الشمالية، كتب توني بلير في صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية مقالا تناول فيه "ما دار في آخر اجتماع قمة للدول المتقدمة في بريطانيا في غلين إيغلز العام 2005 والذي ركز بصفة على القارة الأفريقية"، وقال بلير إن "ما أسفرت عنه تلك القمة العام 2005 وما تركته من توصيات إيجابية، لاتزال أثارة واضحة في أفريقيا، فقد تضاعف المعونات كما انخفض حجم ديون دول العالم الثالث".
وأضاف بلير أن "الجميع لايزال يتحدث في كل محفل عن هذه القمة بعد مرور 8 سنوات عليها، وهذا في حد ذاته يؤكد أننا كنا على صواب في طموحاتنا". وقال إن "الجدل الدائر بشأن التنمية قد ازداد شراسة بطبيعة الحال، وذلك في ظل خفض الميزانيات في أنحاء أوروبا كافة بسبب الأزمة المالية، لكن من دواعي فخر الشعب البريطاني وحكومة ديفيد كاميرون أنهم وعلى الرغم من ضغوط الموزانة،  مازالوا على التزاماتهم بدعم أفريقيا والتنمية".
ومع ذلك، فهناك مخاوف متزايدة من أن عددًا من دولة مجموعة الثمانية الاقتصادية الكبرى، بات غير قادر على الوفاء بالتزاماتها ومعوناتها التي سبق وأن وافقت عليها، كما أن الحكومات تواجه في الوقت الراهن الكثير من الصعوبات حول التزاماتها المالية الخارجية.
وكانت الائتلاف الحكومي قد تعهد بالموافقة على تشريع يرغم بريطانيا على تكريس نسبة 0.7 % من دخلها القومي كمساعدات خارجية في مجال التنمية. وتخشى الجمعيات والمنظمات الخيرية من سعي الحكومة البريطانية إلى تفادي ذلك، وتتساءل بشأن ما إذا كان وزير الخزانة البريطاني جورج أوسبورن سيزيد من إسهامات بريطانيا للوفاء بالتزاماتها ، عندما يكشف عن الميزانية الجديدة خلال نيسان/أبريل المقبل.
وتريد مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني الذين ينتمون إلى حزب المحافظين، من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن يعطي الأولوية للإنفاق المحلي في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بخفض حجم الديون البريطانية، فيما يخضع كاميرون لضغوط مكثفة من الجناح اليميني داخل حزبه.
لكن بلير يرد على المشككين في مسألة المساعدات الخارجية الذين يعتقدون أنه لا فائدة من هذه المساعدات أو أنها تذهب أدراج الفساد. ويقول إن "المساعدات البريطانية وحدها ساعدت على مدى العامين الماضيين أكثر من خمسة ملايين طفل بدخولهم المدارس، كما ساعدت ستة ملايين فرد في الحصول على إمدادات غذائية عاجلة".
وقد أكدت الرئيس التنفيذي لصندوق إنقاذ الأطفال، جوسيت فورسيث "ما جاء في مقال بلير"، وقالت إنهم "استطاعوا الحد من وفيات الأطفال من الإسهال وسوء التغذية، وهو ما كان يتعذر حدوثه من قبل، وأن الفضل في ذلك يرجع جزئيًا لما أسفرت عنه قمة غلين إيغل"، وأوضحت أنهم "في حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك".
ويزعم تقرير أعدته منظمة خيرية لمكافحة الفقر، من المتوقع نشره هذا الأسبوع ، أن "قمة 2005 تركت إرثًا ثابتًا"، كما قال كوفي عنان إن "مؤتمر لوف، إنما هو فرصة لتقديم المزيد على أساس ما تركته قمة العام 2005".
ويقول بلير إنه "في الوقت الذي يصارع فيه الغرب لزيادة معدلات النمو، فإن البلدان الأفريقية تحقق نموًا أعلى وأسرع، وهي من أكثر بلدان العالم نموًا، الأمر الذي يعني أن قمة 2005 كان لها فضل كبير في هذا الشأن".