خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ضرورة إتقان العمل وتجويده، على اعتبار أنه مطلب شرعي، مشيرًا إلى أن الجودة بمبادئها ومنهجياتها تنبع في الأساس من مبادئ ورؤى إسلامية عريقة، في حين أن الارتقاء بجودة المنتجات والخدمات مطلب مهم لبناء الأرض وعمارتها وهدف لكل مواطن غيور يسعى لأن تكون بلادنا المباركة، مهبط الوحي وموطن الحرمين الشريفين، في مصاف الدول الأكثر تطورًا.

عزم التنمية
وأضاف الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة في افتتاح المؤتمر الوطني الخامس للجودة بعنوان "الجودة .. الخيار الاستراتيجي لتحقيق الاستدامة وتعزيز التنافسية" المنعقد في الرياض إنه "أطلقت المملكة العربية السعودية حزمة من المبادرات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية، التي تؤكد عزم المملكة الأكيد على المضي قدما في مسيرة التنمية المستدامة عبر خطوات واضحة للارتقاء بجودة السلع والخدمات وكفاءة الأسواق ودعم نشاطات الإبداع والابتكار، وصولا إلى المستوى الذي يحقق رضا المستفيد وسلامته ويعزز تنافسية ما ننتجه من سلع أو نقدمه من خدمات في جميع القطاعات".

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن ضرورة تبني وتطبيق منهجيات الجودة في وقتنا الحاضر أصبحت أكثر إلحاحًا أمام مؤسساتنا الوطنية -خدمية كانت أم صناعية-، ونتطلع لأن يسهم مشروع الاستراتيجية الوطنية للجودة في صياغة نموذج وطني إطاري شامل لقطاعات العمل المختلفة تتكامل من خلاله الجهود الحكومية والخاصة لتحقيق الرؤية المستقبلية لأن تكون المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معيارًا عالميًا للجودة والإتقان.

منظومة للجودة
وأضاف خادم الحرمين الشريفين إنه "إيمانًا منا بمحور بناء الإنسان وتعزيز قدراته، تشمل المنظومة الوطنية للجودة محاور عمل مهمة لتأصيل مبادئ الجودة وتعزيز ثقافتها لدى مختلف شرائح المجتمع، كما تشمل إطلاق مبادرات تهتم بتطبيق فنون الجودة وممارساتها الاحترافية على أرض الواقع".

وأبدى الملك سلمان بن عبدالعزيز ثقته في أن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية، وأن يضطلع كل منا بدوره وأمانته أمام الله أولًا ثم أمام الوطن والمجتمع، داعيًا الله أن يوفق القائمين على المؤتمر للخروج بتوصيات علمية محكمة تدفع مسيرة الجودة والإتقان قدمًا، وأن يكون لهذه التوصيات انعكاساتها الإيجابية التي تنير الطريق نحو التميز والإتقان.

وأوضح الخبير بالأكاديمية الدولية للجودة في الولايات المتحدة الأميركية جورج واتسن نيابة عن المتحدثين، إن المؤتمر الوطني الخامس للجودة في المملكة يأتي لزيادة المعرفة والعلم والحكمة التي تجعل الحياة في هذا العالم أفضل، مبينًا أن الجودة في مفهومها العام تعني الممارسة التي تسعى إلى تحقيق الخير والتخلص من الأشياء السيئة، مفيدًا بأن المؤتمر سيعود بالفائدة على المجتمعين من خلال الأطروحات والمناقشات والتأملات الشخصية لكل واحد، مما يتيح الفرصة لإيجاد طرق جديدة للتفكير تدفع إلى مراجعة الطرق القديمة في العمل والعادات وفي طريقة التفكير وأسلوب الحياة، مشيرًا إلى أن العادات القديمة التي قد تكون منعتنا من إحراز التقدم في سعينا الحثيث إلى الخير وتجنب الأشياء السيئة.

وأضاف محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي أن المؤتمر يتبنى منهجية المزج بين استعراض التوجهات المستقبلية والاستفادة من الخبرات والممارسات العالمية المتميزة واستعراض التجارب الوطنية الرائدة في جميع مواضيع جلساته العلمية، حيث تعكس هذه المنهجية حرص الجهات المشاركة في التنظيم على أن يحقق هذا المؤتمر نقلة نوعية لتبني ممارسات الجودة على أرض الواقع.

ولفت القصبي إلى أن البرنامج العلمي للمؤتمر يشتمل على 22 ورقة عمل ضمن ست جلسات تغطي المواضيع التالية الجودة والاستدامة المؤسسية، والجودة في التعليم، والجودة والتنافسية، والجودة في الصحة، والجودة في الخدمات، والإبداع والابتكار، كما يتضمن البرنامج جلسة خاصة عن مستقبل الجودة في المملكة تستعرض من خلالها أهم المبادرات الوطنية في هذا المجال، متطلعًا أن يخرج من هذه الفعالية بمبادرات بناءة وطموحة تحقق أهداف هذا المؤتمر.