دعم المشاريع الصغيرة وتقنين العمالة الوافدة

في الوقت الذي طالب فيه 31 ألفا و317 عاطلا وعاطلة من أبناء منطقة جازان بدعمهم لإنشاء مشاريعهم الصغيرة كحل جزئي لبطالتهم، أكد خبراء اقتصاديون بأن دعم العاطلين والعاطلات عن العمل لإنشاء مشاريعهم الصغيرة هي من أسرع الحلول لخفض نسبة البطالة بين العاطلين بشرط أن يتم سن القوانين التي تتوافق مع تقليل أعداد العمالة الوافدة والتي تزيد من نسبة البطالة في المملكة والتي من الممكن أن يعتمد عليها أصحاب المشاريع الصغيرة بعد دعمهم.

وأكد مدير العلاقات العامة بمعهد ريادة الأعمال الوطنية محمد علي ضمد، بأن معهد ريادة الأعمال الوطنية تم إنشاؤه من خمس سنوات حيث استقبل المعهد منذ إنشائه 3824 متقدما بينما بلغ عدد المستفيدين من خدمات المعهد 986 مستفيدا حيث تتنوع المشاريع التي احتضنها المعهد بين المجال المهني والمجال التجاري شاملة للنساء والرجال. وأضاف ضمد بأن المعهد يسهل الحصول على تمويل يصل إلى 300 ألف ريال لكل شرائح المجتمع أو 500 ألف للحاصلين على البكالوريوس التربوي أو أحد التخصصات الطبية، أيضا يقدم المعهد برنامج نشر ثقافة العمل الحر ودورة تحت مسمى "حدد فكرة مشروعك" حيث يستطيع المتقدم بعد هذه الدورة تحديد وتوضيح الفكرة الأساسية من مشروعه، وكل ذلك يتم للمتقدم في مدة تصل لا تزيد عن 3 أشهر ونصف الشهر من التدريب والتعليم لينتهي به المطاف بحصوله على القرض.

وأوضح الخبير الاقتصادي عصام الزامل بأن ما يزيد عن 600 ألف عاطل وعاطلة منهم 31 ألفا و317 عاطلا وعاطلة في منطقة جازان وحدها، لا ينتظرون التوعية بالمشاريع الصغيرة لإنهاء بطالتهم. مبينا بأن مثل تلك البرامج قد تسهم في دعم المشاريع الصغيرة ولكن قد لا نستطيع أن نجزم بحجم المساهمة التي يمكن أن تقدمها لأن عدد الأشخاص الذي يمتلكون مشاريع صغيرة ليس قليلا، أي أن مثل هذه المشاريع موجودة فعلا ومنتشرة ولا يوجد مشكلة في زيادة رغبة المجتمع في مثل هذه المشاريع، ولكن المشكلة قد تكون في نوعية تلك المشاريع وما يحتاج منها لتحسين، فما تقدمه مثل تلك البرامج التي تكتفي بالتوعية والتعريف لا تقدم سوى التشجيع الزائد لمثل تلك المشاريع فلا بد من تهيئة بيئة القطاع الخاص للسعوديين للانخراط في سوق العمل.

وأضاف الزامل، بأن المشاريع الصغيرة في أي مجتمع تعد اللبنة الأساسية للنمو الاقتصادي لأنها تتحول فيما بعد إلى مشاريع متوسطة ثم كبيرة وتضيف إضافة كبيرة للاقتصاد المحلي، ولكن المشكلة تكمن في أن أصحاب المشاريع الصغيرة يستعينون بالعمالة الوافدة والتي غالبا لا تكون ماهرة أو تتقن العمل، فهنا تزيد أعباء الاقتصاد وتزيد التكاليف من حوالات الرواتب وكلفة الإعانات الحكومية والوقود وغيرها، لذلك يجب أن يكون دعم المشاريع الصغيرة يتوافق مع تقليل أعداد العمالة الوافدة والتي تزيد من نسبة البطالة في المملكة.

وأشار الزامل إلى أن من لدية الرغبة الحقيقية في إنشاء مشروعه الصغير من الجميل جدا أن يتلقى التدريب الكافي لدى جهة مسؤولة ومخولة لذلك، حتى يعرف مدى نجاح المشروع من عدمه ومعرفة الخطوات الصحيحة لذلك.

وأوضحت عدد من العاطلات عن العمل أن الجهات التي تحتضن مثل هذه البرامج التوعوية لن تكون وجهتهم المناسبة للتوعية بأهمية المشاريع الصغيرة حيث اتفقت كل من مي محمد وأميرة ناصر جامعيات عاطلات عن العمل أنهما في حال قررتا فتح مشاريعهما الخاصة فبالتأكيد ستتوجهان إلى معهد متخصص يهتم بالتعليم والدعم الفكري والمادي.

كما قالت: سلمى عبده جامعية عاملة في القطاع الخاص، دون شك أحتاج الدعم والتدريب من جهة مخولة لهذا الشيء ومسؤولة، فلا حاجة لنا ببرنامج مؤقت.

فيما اختلفت شريفة الزهراني عاملة في القطاع الحكومي أنها ترى مثل هذه البرامج التوعوية هي من باب التكامل بين الجهات القائمة على تلك البرامج وبين المعاهد الداعمة للمشاريع الصغيرة.

إحصاءات
• يقدر عدد العاطلين والعاطلات في المملكة بـ600 ألف.
• يقدر عدد العاطلين والعاطلات بمنطقة جازان بـ31 ألفا و317
• تقدم لمعهد ريادة الأعمال الوطنية 3824 عاطلا وعاطلة
• أسهم المعهد بدعم 986 عاطلا وعاطلة في إنشاء مشاريعهم الصغيرة
• المعهد يسهل الحصول على تمويل يصل إلى 300 ألف ريال لكل الشرائح
• يدعم الحاصلين على البكالوريوس التربوي والتخصصات الطبية بـ500 ألف ريال.