قمّة "طاقة المستقبل" في أبوظبي

تناقش القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تعد أكبر تجمع من نوعه في الشرق الأوسط لبحث حلول التصدي لتحديات الطاقة، السبل التي تساهم عبرها المدن الذكية في إعادة تخيل وتصميم الأنظمة الأساسية، التي تعمل على التصدي للتحديات المترابطة للمياه والطاقة والمناخ، وتحفز في الوقت نفسه النمو الاقتصادي.

وتعدّ القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تستضيفها شركة "مصدر"، إحدى فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يعقد في الفترة من 17 إلى 24 كانون الثاني/ يناير الجاري، وهو منصة سنوية تسعى إلى معالجة القضايا المترابطة بأمن الطاقة والمياه وتغيير المناخ والتنمية المستدامة.

وساهم أسبوع أبوظبي للاستدامة، منذ انطلاقه، في تعزيز مكانة أبوظبي، بوصفها مركزًا دوليًا رائدًا لتطوير ونشر حلول الطاقة التقليدية والجديدة.

وأوضح المدير التنفيذي لمجموعة "سي 40" لقيادة التغير المناخي في المدن مارك واتس، المشرف على الندوة الحوارية "ريادة المدن في اتخاذ خطوات فعلية تجاه المناخ"، التي تعقد في فعاليات الأسبوع، أنه "يقوم محافظو المدن في العالم بوضع خطط وبرامج وسياسات لجعل المدن أماكن صديقة للبيئة وصحية وبهدف دفع وتيرة النمو الاقتصادي وتعزيز المنافع الاقتصادية".

وأضاف أنَّ "تشجيع نمو المدن الذكية قد أضحى، أخيرًا، من أهم المميزات الرئيسية التي تتسم بها القمة العالمية لطاقة المستقبل"، مشيرًا إلى أنَّ "الندوة تضم هذا العام سبع شخصيات قيادية من المدن والبلديات، لتقدم أحدث مبادرات الاستدامة الخاصة بها".

بدوره، أكّد مدير إدارة مدينة "مصدر" أنتوني مالوس، الذي يشارك في إحدى الجلسات الحوارية، أنَّ "المدن تتسبب بـ 75% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم"، مبرزًا أنَّ "التحديات الراهنة كبيرة، لاسيّما في ضوء التوقعات بأنه سيعيش 60% من سكان العالم في المدن، بحلول عام 2030، أي حوالي خمسة مليارات نسمة".

وأشار مالوس إلى أنه "نظرًا إلى تحول السكان إلى العيش في المناطق الحضرية بصورة متزايدة، يتعين علينا أن نبحث عن طرق جديدة، نحوّل عبرها المدن إلى أماكن حيوية للسكن، ومراكز للنمو الاقتصادي، تنخفض فيها الانبعاثات الكربونية الضارة، وهنا تلعب القمة العالمية لطاقة المستقبل دورًا هامًا في الجمع بين صانعي القرار وقادة القطاع ورواد الابتكار لدفع هذه العملية قدمًا".

وتعدّ مدينة "مصدر"، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إحدى أكثر مدن العالم استدامة، وتستضيف المدينة المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الذي تم تطويره بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وتعهدت 228 مدينة بتخفيض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون، بما يصل إلى 2.8 غيغا طن، بحلول عام 2020، أي حوالى خمس "فجوة الانبعاثات"، لوضع الكرة الأرضية على الطريق الصحيح نحو تجنب تأثيرات تغير المناخ.

وتساهم القمة العالمية لطاقة المستقبل،تماشيًا مع إعلان 2015 عامًا للابتكار في دولة الإمارات، في ترسيخ مكانة الدولة باعتبارها مركزًا رائدًا في المجالات العلمية والفكرية.