صهاريج نفط "داعش"

كشفت صحيفة أميركية متخصصة بالأعمال، الخميس، أن "داعش" يجني مليوني دولار يوميًا من تجارة النفط في المناطق التي استولى عليها في العراق وسورية، فيما بينت أن تلك التجارة أصبحت أكثر خطورة بعد هجمات باريس، استبعدت توقفها نهائيًا.

وأكد تقرير لصحيفة "انترناشيونال بزنز تايمز" الأميركية، عن تجارة تهريب النفط التي ينتهجها تنظيم "داعش" المتطرف في المناطق التي استولى عليها في العراق وسورية، أن هناك أطراف دولية منتفعة من تلك التجارة، وإخلالها بالتعهد بمنع التنظيم من الإتجار بالنفط وتهريبه.

وذكرت أن روسيا اتهمت أنقرة بإسقاط طائرتها لحماية مصالحها النفطية داخل سوريا، مبينة أنه وفقًا للتهم الروسية، فإن الحكومة التركية سمحت لداعش ببيع النفط داخل أراضيها لأن أقارب الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، هم من يديرون تلك التجارة، فيما نفت تركيا ذلك، متهمة روسيا بالانتفاع من مبيعات داعش للنفط المهرب.
 
ويرى المحلل السياسي لورينزو ترومبيتا، في حديث للصحيفة، أن أي شخص متواجد على الأرض في المنطقة منتفع من تلك التجارة بغض النظر عن المصالح الحقيقية للقوى الكبرى والدبلوماسية، مبينًا أن الجهات الرسمية سواء كانت سورية أم تركية أم كردية، تغض النظر عن ذلك الإتجار.

وأضافت "انترناشنال بزنز تايمز": "خبراء ومسؤولي الخزانة الأميركية يتفقون على أن جزء كبير من النفط الذي يستحوذ عليه داعش، يباع في تركيا مع بيع غالبية النفط لوسطاء يعملون في النيابة عن رجال أعمال أتراك".

ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات للأبحاث، جوناثان تشانزير، قوله، إن "أميركا تعرف أن ذلك يحصل لكن التفاصيل يتم تشويهها بنحو متعمد"، وتابع "بطبيعة الحال عندما يتم شراء النفط عند الحدود التركية فإنه من المحتمل جدًا ألا يباع في أي مكان آخر سوى تركيا، وهناك مؤشرات تدل على أن النفط يتم تهريبه في حاويات متنقلة ويباع لمصالح حكومية".

وأكد مدير وكالة المخابرات المركزية السابق، مايك موريل، أن "داعش" يبيع النفط المهرب بنصف السعر الرسمي للبرميل أو أقل من ذلك، مشيرًا إلى أن تجارة السوق السوداء للنفط لداعش تغري المشترين حيث يبيع التنظيم قرابة مائة ألف برميل يوميًا من المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسورية، بمعدل 20 دولارًا للبرميل، محققًا بذلك ثروة تصل إلى مليوني دولار يوميًا.