وزير البترول السعودي علي النعيمي

يترقب العالم لقاء ساخنًا، الثلاثاء، يجمع وزير البترول السعودي علي النعيمي مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الذين يسود الاعتقاد بأن عددًا منهم يواجه خطر الإفلاس قريبًا بسبب هبوط أسعار النفط، فيما يتوقع أن يقوم الوزير السعودي بطمأنة المنتجين والتأكيد على أن قواعد السوق هي التي تحكم الأسعار.

وتلقت صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا أقوى ضربة في تاريخها بعد أن هوت أسعار النفط خلال الشهور الماضية وفقدت أكثر من 70% من قيمتها، مقارنة بما كانت عليه في منتصف العام 2014، فيما اضطرت العديد من الشركات إلى تعطيل مشاريع بمليارات الدولارات لاستخراج النفط الصخري الذي أصبح غير مجدٍ اقتصاديا بعد انهيار الأسعار إلى المستويات التي بلغتها حاليًا.

وارتفعت أسعار الخام خلال التداولات الصباحية، الاثنين، بنسب تتراوح بين 1.5% و2%، حيث تم تداول "برنت" عند مستويات 33.5 دولار للبرميل، بينما تم تداول خام تكساس الأميركي عند مستويات 32.3 دولار للبرميل، فيما كانت الأسعار قد هبطت إلى ما دون الثلاثين دولارًا للبرميل خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية قبل أن ترتد مدفوعة باتفاق رباعي الأسبوع الماضي لتجميد الإنتاج وافقت عليه كل من السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر.

ويلقي وزير البترول السعودي علي النعيمي الثلاثاء، كلمة هامة أمام مؤتمر لمنتجي النفط الصخري في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول سعودي أصحاب صناعة النفط الصخري الذين يلقون باللوم على منظمة "أوبك" في خفض الأسعار، وذلك منذ عدة سنوات، وهو ما يرجح أن تتضمن كلمة النعيمي تأكيدًا على أن قواعد السوق هي التي تتحكم بالأسعار، وأن لا سياسة لدى أي من المنتجين أو لدى "أوبك" للتحكم بالسوق.

وقال خبير نفطي مستقل إن إنتاج النفط الصخري لم يعد مجديا اقتصاديًا في ظل الأسعار الراهنة للنفط التقليدي، مشيرًا إلى أن "صناعة النفط الصخري قد تختفي من العالم إذا استمرت الأسعار عند مستوياتها الراهنة لمدة طويلة"، ولفت الخبير إلى أن "النفط الصخري يصبح مكلفًا وغير مجدٍ من الناحية الاقتصادية عند بلوغ سعر الخام التقليدي مستويات الستين دولارًا للبرميل أو ما دون ذلك، حيث يُصبح عندها شراء النفط العادي من الأسواق أفضل من إنتاج النفط الصخري".

ونقلت مصادر صحافية عن الرئيس التنفيذي لشركة "إي.او.جي ريسورسيز"، بيل توماس، وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنفط الصخري قوله، إن "أوبك رفعت الإنتاج بدلًا من خفضه، وهذه هي المعضلة التي نواجهها الآن".

ولفت رئيس اتحاد منتجي الطاقة في تكساس الكس ميلز، إلى أنه ينتظر بشغف حديث الوزير السعودي الثلاثاء، مشيرًا إلى قلقه وقلق المنتجين من أن يكون لدى بعض المنتجين رغبة في إبعاد منتجي النفط الصخري عن السوق، وقال ميلز: "المشاكل في بدايتها الآن، والناس مستعدون للجلوس في الوقت الراهن والتحدث عن حلول محتملة".

واشتدت المصاعب المالية على المنتجين الأميركيين، فقد أعلنت أكثر من 40 شركة طاقة إفلاسها منذ بداية 2015، وينتظر آخرون نفس المصير مع خفض مقرضين قيم احتياطيات الشركات التي تستخدم عادة لضمان ديونها.

وخفضت اناداركو بتروليوم ومنافستها كونوكو فيليبس التوزيعات النقدية لكل منهما الشهر الجاري، وهي خطوة استثنائية تنم عن ضغوط مالية.