الأجواء الرمضانيّة في اليمن

تختلف العادات والتقاليد في استقبال الشهر الكريم من بلد إسلامي إلى آخر، ففي اليمن  ينتظر اليمنيون وقت الإعلان عن رؤية هلال رمضان بلهفة تدفع البعض منهم إلى البقاء في المسجد عقب صلاة المغرب، حتى يعود لأسرته بخبر دخول شهر رمضان المبارك، ولا يكتفي بالتبشير بقدومه عبر مآذن المساجد وعبر الإذاعة والتليفزيون أيضًا.
ويسعى البعض من اليمنيين  قبل حلول رمضان إلى تنظيف البيوت وتنظيمها والتسوق بشراء مستلزمات ما يحتاجونه من أغراض، إذ يهتم رب الأسرة بترميم المنزل وتهيئته كي يكون ملائمًا للجو الروحاني لشهر رمضان.
وفي الريف يبيّض الناس منازلهم بمادتي الجص والنورة اللتين تستخرجان من مناطق معينة في الجبال اليمنية، وتصنع محلياً بطرق وهذه العادات والتقاليد في محافظة المحويت ومحافظة ريمة إلى الشمال الغربي من صنعاء.
ويبدأ الناس بالتسوق وشراء حاجاتهم لشهر رمضان قبل شهر رمضان ببضعة أيام فيما آخرون يتسوقون بشكل يومي وينتشرون في الأسواق من بعد ظهيرة كل يوم لقضاء ما يحتاجونه بشكل يومي.
ورصد "العرب اليوم" آراء عدد من اليمنيين عبر نزول ميداني في العاصمة صنعاء كانت البداية من إحدى المطاعم الشهيرة " مطعم الشيباني" التي تشاهد على جدران تلك المطعم التي تزينه الفوانيس احتفاء واستقبال لشهر رمضان.
أوضح خالد الشيباني، مالك المطعم " لـ "العرب اليوم" قائلاً "يبدأ العاملون بالتحضير  وجبه الإفطار منذ وقت مبكر من مساء كل يوم وتحتوي سفرة الإفطار على"- تمر- سنبوسه- باجيه -شوربه -شفوت ( الشفوت يتم تحضيره من  طبقات من الذره ولبن الأبقار )- عصير ليمون - عصير برتقال - فيمتو- شراب شعير- قهوه عربي".
أما وجبة السحور التي يقدمها هذا المطعم تحتوي على  لحم صغار قلابه - كبده غنمي قلابه- كبده عجل- سمك موفى (الموفى ويقصد به التنور) دقه لحم- بيض- فاصوليا -فاصوليا مع البيض - فول - فتة بالتمر - فتة صغار -كبسة تمر"
وبعد أذان المغرب وبعد وجبة الإفطار يتجه الناس إلى المساجد لأداء صلاة المغرب ومن ثم العودة إلى البيت لتناول وجبة العشاء فتتعدد الاكلات الشعبية من منزل إلى آخر ومن محافظة يمنية إلى أخرى.
وتحدثت أم عبدالله ربة منزل لـ "العرب اليوم" تقول رغم ما نعانية من انقطاع مستمر للكهرباء الا ان لشهر رمضان طعم أخرى نقوم بتحضريات وجبه الإفطار - مثل لف السمبوسه  وعمل الماء المبخر، وتحضير وجبة عدّة مثل فته مرق الشفوت العصائر والمشروبات الأطباق المتنوعة من الأرز والحلويات.
وتزخر المائدة الرمضانية اليمنية بصنوف من الأطعمة والأشربة التي تعود عليها اليمنيين في شهر رمضان، حيث يجسدون أعلى درجات الطيب والكرم في المساجد من خلال تقديم الإفطارات طيلة أيام رمضان فعند دخول وقت الإفطار يفطر اليمني بالتمر والماء أو القهوة، ثم يتوجه إلى المسجد لأداء صلاة المغرب ثم يعود إلى المنزل، حيث المائدة التي تحتوي مأكولات كانت ناتج تنافس النساء اليمنيات في محاولة للتميز خاصة وأن الأهل يتناوبون بشكل يومي في عزائم الإفطار في ما بينهم.
وكشفت بثينه جمال بن عثمان لـ "العرب اليوم" عن أن رمضان شهر كريم يجتمع فيه جميع الاهل على وجبة الافطار صوت الاذان يجمع الناس حول المائده..
بعد وجبة الافطار يتجه الناس للصلاه في المسجد
والنساء يذهبن لصلاه وزيارة الاهل والجيران ومن أهم وجبات الإفطار على المائدة السمبوسه الباجيه الطعميه الشفوت المطبقيه المعصوب السلطه الشوربا
السمك السحاوق ( السحاوق ويقصد به الفلفل الحار) رشوش ملوح   والارز صيادية والمقلة وبنت الصحن.
أما وجبة السحور فتكون قبل صلاة الفجر بساعة او اكثر ومن الوجبات  في السحور  الخبز والعسل الفته بالتمر العصيده.
وأوضحت بثينة المعوق الوحيد التي توجهه المرأة خلال عملها في المطبخ وأيضاً كذالك كل الشعب اليمني هو انقطاع الكهرباء المستمر فغالب الأيام نتسحر ونفطر على الشموع  وأزمة الكهرباء افقدتنا ابتسامة رمضان .
خلود علي دخنة هي الأخرى أكّدت من أهم الوجبات في محافظة الحديدة غرب اليمن في رمضان في الإفطار
الشربة - الشفوت- المرق - الخاجلة - الرواني - الكشري - العتر وعدد من الأطباق المعروفة
اما وجبة السحور في الحديدة فهي وجبه شهية ولذيذة
وتحتوي سفرة السحور على الدخن بالحليب-الرز المصري بالحليب-والخبز بالعسل كوجبة شعبيه.
رمضان في اليمن يحول النهار إلى ليل : الشوارع والأسواق اليمنية في نهار رمضان تكون شبه خالية، وكأنها منطقة مهجورة على عكس ما نراه في ليالي رمضان، حيث المحال التجارية مفتوحة والشوارع تعج بالحركة والأسواق تكتظ برائديها من مختلف المناطق الريفية والحضرية وتزدان هذه الأسواق بشكل لافت للنظر، حيث يقوم التجار بعرض بضائعهم بشكل مرتب ومغر للناس وخاصة في الأسواق الشعبية أما المطاعم والمقاهي فتضع طاولات خاصة تعرض فيها  مأكولات  خاصه برمضان .
وعقب أداء صلاة التراويح ينتشر اليمنيون في الأسواق التي تتواجد فيها شجرة القات بكثرة ليأخذ كل منهم حاجته من أغصان القات، ومن ثم الاجتماع في مجلس أحد الأشخاص فيجلسون  يمضغون القات ويدخلون في نقاشات اجتماعية، ودينية، وسياسية، وثقافية حتى وقت متأخر من الليل من ثم السحور .